بدأ المشهد الجيوسياسي الجديد لما بعد الحرب في أوكرانيا يكتمل وبرز جليا ان الاصطفافات الاعلامية لا علاقة لها بواقع الانقسامات التي تشق الحلف الغربي.
أوروبا تستشعر الخطر التدميري على اقتصادها والذي تحاول ممارسته امريكا وحليفتها بريطانيا عبر دفعها نحو مقاطعة روسيا. هذه المقاطعة لن تؤثر على موسكو ولن تنقذ اوكرانيا التي فككت مجاليا ولكنها تنهك الاقتصاد الاوروبي وتعيد للصناعات الامريكية افضليتها التي فقدتها منذ عقود.
لذا، بدأ الأوروبيون في إعادة ترتيب اوراقهم في الجوار والابتعاد عن منطق اسداء الدروس لبلدان الاقليم. ومن ابرز ما حصل اخيرا، هو زيارة اعلى رموز الحكم في ايطاليا الى الجزائر لطلب ضخ اضافي للغاز ثلاث سنوات فقط بعد اعلان روما “عزمها تقليص الامدادات الطاقية من الجزائر”…
انطلاقا من آثار الحرب في اوكرانيا، سيتحول الساحل الجنوبي للمتوسط وخاصة الجزائر وتونس، الى خط ارتكاز استراتيجي لا مجال للعبث الأمني والسياسي فيه مما يستوجب تأمينه على كافة الأصعد، بما في ذلك اقتصاديا… اوروبا تعلم جيدا ان البدائل موجودة واسمها الشرق العظيم.
هذا هو الاطار الامثل لقراءة الزيارات المكوكية الى منطقتنا في الاسبوعين الفارطين.
هذه ورقة مهمة من ضمن اوراق قوتنا ومن واجبنا تثمينها.
ملاحظة : الوطني يثمن اوراقه والعميل يسلمها للبقاء في حكم وهمي.