الطبوبي للشاهد: في الديمقراطيات الحكومات الفاشلة تستقيل وتعتذر للشعب والإتحاد في حِلّ من كل إرتباط

حنان العبيدي |

في تعليقه على خطاب رئيس الحكومة يوسف الشاهد ليلة امس الثلاثاء 29 ماي 2018، على القناة الوطنية، قال الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي،”تبين بعد كلمة رئيس الحكومة أن الأزمة سياسية بإمتياز ولا علاقة لها بالإستحقاقات الوطنية والإجتماعية التي تنتظرها فئات واسعة من الشعب التونسي وأنها مرتبطة بتقسيم المواقع والنفوذ والمحطات السياسية القادمة”.

وأضاف الطبوبي قائلا، ” أننا ننأى بأنفسنا عن سياسة المخاتلة والكر والفر ونعتبر في المقابل أن وضع البلاد يتطلب الصراحة المسؤولة بعيدا عن المحاباة والمجاملة” مضيفا، أن وثيقة قرطاج الأولى هي أرضية التقييم الموضوعي مبينا أن الحكومة قد فشلت بكل المعطيات والمؤشرات في تحقيق الحد الأدنى من تلك المضامين.


وضرب  الطبوبي مثالا لذلك بالدول الديموقراطية التي تستيقل فيها الحكومات في مثل هذه الحالة مع تقديم الإعتذار للشعب، وأوضح أن الإتحاد لا يحتكم الى ردود افعال مزاجية في التعاطي مع أداء الحكومة بل الى تقييمات معمقة تعدها مؤسساته وخبراؤه. 


كما ذكّر الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل بالعودة المدرسية المهزلة لهذه السنة وبقاء آلاف من التلاميذ دون معلمين وأساتذة مدة أسابيع وأشهر وهي مهزلة لم تشهدها تونس حتى إبان الإستقلال، على حد تعبيره.


وذّكر ايضا بحالة البؤس والفقر التي تعيشها مؤسسات الصحة العمومية التي باتت عاجزة عن تحقيق الحد الأدنى من الخدمات وأكد في هذا السياق أن الإتحاد لن يحيد عن ثوابته وقناعاته في الدفاع عن المرفق العمومي.


وإستغرب الأمين العام من الذين يتحدثون اليوم عن هيبة الدولة في بلاد يرتع فيها السفير الفرنسي ويحشر نفسه في أدق المسائل الداخلية دون رادع من أي كان مبرزا أن الإتحاد سيبقى قلعة الدفاع عن إستقلالية القرار الوطني.


وفي سياق الرد على بعض السياسيين الذين يزايدون اليوم بالإستقرار السياسي أفاد الأمين العام أن الإتحاد عمل على توفير كل مناخات الإستقرار من دعم الحكومة والإحتكام إلى التشاور والحوار في حل الملفات الشائكة والعالقة. وأكد أن الإستقرار إطار إيجابي للعمل وهو ضروري لكنه غير كاف مشبها ذلك بمن يمتلك مالا ولا يحسن توظيفه وأضاف أن الحكومة قد توفر لها الإستقرار بما يكفي لكنها بقيت عاجزة لغياب الكفاءات الحقيقية القادرة على تقديم الحلول والبدائل والخروج بالبلاد من الأزمة. 


وختم الأمين العام بأن الإتحاد في حِلّ من كل إرتباط وهو جاهز منذ فترة لجميع السيناريوهات بفضل معرفته الدقيقة بطبيعة الساحة السياسية التونسية مبرزا أن العودة إلى الوراء لن تقع إلا في خيال أصحابها وأن أبناء تونس الوطنيين والأحرار المخلصين سيواصلون طريق البناء وتحقيق اهداف الثورة بكل عزم وثبات.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023