أردوغان وترامب وجهان لعملة واحدة…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

أردوغان وترامب وجهان لعملة واحدة…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

السيد اردوغان لم يكتفِ بفتح حدوده بالكامل للارهاببين وآكلي أعضاء البشر الذين قدموا من كل بقاع الارض ومن كل حدب وصوب في محاولة لتدمير الوطن السوري. ولم يدخر  أي جهد على دعم الدواعش والنصرة وغيرهم من الارهابيين التابعين للمخابرات التركية في الشمال السوري والالتفاف على كل الاتفاقيات التي ابرمت مع روسيا وإيران حول فصل هذه المجموعات الارهابية عما سمي “بالمعارضة السورية المعتدلة” من فلول الجيش الحر وزبانيته في محافظة إدلب ومحيطها وذلك في محاولة للاستثمار السياسي في اي حل قادم. فما زالت المجموعات القاعدية تطلق قذائفها على الاحياء السكنية السورية وتهاجم مواقع الجيش العربي السوري وترسل طائراتها المسيرة على قاعدة حميم الجوية حيث تتمركز القوات الروسية وتزرع الالغام في طريق الدوريات التركية الروسية المشتركة في الشمال السوري مستهدفة الحافلات الروسية.

كل هذا لم يكفي المجرم اردوغان فقد قام مؤخرا بإعطاء الاوامر بإغلاق عدد من البوابات المائية على نهر الفرات التي تغذي المنطقة الشمالية من سوريا ليحرم الفلاح السوري من سقاية ارضه. وهذه المنطقة تشكل الجزء الكبير من السلة الغذائية لسوريا هذا الى جانب أن هذا العمل الاجرامي المخالف للاعراف الدولية والاتفاقيات المبرمة بين تركيا وسوريا بالنسبة للحصص المائية سيؤدي الى تقنين مياه الشرب على السوريين القاطنين في تلك المنطقة. وربما جانب مهم ايضا ان جزء من هذه المياه تذهب لملء السدود السورية والتي تستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية. إن حرمان بعض القرى في الشمال السوري من المياه الخاصة بالزراعة سيؤدي الى هجرة سكان هذه القرى التي يعتمد سكانها على الزراعة كمصدر رئيسي في حياتهم ودخلهم وهذا سيؤدي بالضرورة الى تغيير ديمغرافي في تلك المناطق. ولن يستبعد ان تقوم تركيا بملىء هذه القرى المهجورة بالطريقة التي تلائم سياساتها التوسعية وقضم اراضي سوريا وضمها الى تركيا وفي هذا السياق يجب ان نستذكر أن اردوغان قبل عدة شهور قام بتهديد الجيش السوري من عدم الاقتراب من إدلب وكأنها جزء من تركيا وليست ارضا سورية يجب تحريرها من والقضاء  على المجموعات الارهابية التي تدعمه تركيا.

والذي يبدو ان هذه الاجراءات التي إتخذتها تركيا اردوغان تأتي متزامنة مع تضييق الخناق على الاقتصاد السوري وتسديد ضربة للزراعة السورية كجزء من الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة على سوريا. وقد سبق هذا منذ مدة قليلة في شهر مايو أن قامت طائرات أمريكية بإشعال حريق ضخم في مزارع القمح في الشمال السوري مما ادى الى تدمير الى ما يزيد عن 200 دونم قمح. والان تنضم تركيا في هذه الحرب الجديدة الاقتصادية القذرة على لقمة عيش الانسان السوري بعد أن عجزت كل المحاولات لتركيع الدولة السورية. وللاسف هذا يتم دون أي ضجيج إعلامي بالرغم من أن هذا يعتبر جريمة حرب بإمتياز تبعا للقانون الدولي. وتركيا تتبع السياسة الاستعمارية القديمة الى جانب هذا في المناطق التي تسيطر عليها او تسيطر عليها المجموعات الارهابية الموالية لها فقد عمدت على تدريس اللغة التركية وقامت بتغيير المناهج الدراسية الى جانب فرض التعامل بالعملة التركية وأغدقت أسواق هذه المناطق بالبضائع التركية في محاولة ربط النشاطات الاقتصادية لهذه المناطق بالاقتصاد التركي على امل ربطها سياسيا في المستقبل.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023