أمريكا ليست فوق الجميع….بقلم: شوكت أبو فخر

ماذا بقي من اتفاقات دولية لم ينسحب منها ترامب، واضعاً أمريكا فوق القوانين والمعاهدات، ورامياً بأحجاره الثقيلة فى وجه العالم….؟
أحدث فصول انسحابات ترامب التنصل والتملص من معاهدة الحد من انتشار الصواريخ الموقعة مع موسكو عام 1987.
التحرك أحادي الجانب من جانب واشنطن يعدُّ الأحدث في سلسلة من الخطوات للانسحاب من الهيئات والمعاهدات متعددة الأطراف، بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، ومجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والاتفاق النووي مع إيران، واتفاق باريس حول المناخ، والاتفاق العالمي حول الهجرة واتفاق الشراكة عبر الهادي، واتفاق البريد، وغيره..
الرد الروسي لم يتأخر وجاء سريعاً، واستبقت موسكو وصول جون بولتون، ووصفت الخطوة الأمريكية بأنها ابتزاز يهدف إلى تحقيق تنازلات من جانب روسيا في مجال الاستقرار الاستراتيجي، مشيرة إلى أن وجود المعاهدة بشأن إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى يعرقل الأهداف الأمريكية لتحقيق سيطرتها الكاملة في المجال العسكري، ليس هذا فحسب، بل توعدت موسكو باتخاذ تدابير حال قيام واشنطن بالانسحاب من المعاهدة المذكورة.
قرار ترامب الأخير لم يكن مفاجئاً، وينسجم مع سجل أمريكا في خرق الاتفاقات الدولية ويؤكد من جديد انتهاك أمريكا لما تعهدت به في إطار الاتفاقات.
فترامب الذي لم يكتفِ بنقض الاتفاقات، يقوم بفرض العقوبات وتصعيد لهجته بحق الدول والشعوب ويثبت للعالم أنه لن يبقي على اتفاق تنفيذاً لشعار كان رفعه إبان حملته الانتخابية، ويعمل على ترجمته وإشهار سيف العداء والغطرسة فوق الجميع للإذعان لشروط وإملاءات أمريكا ووضعها فوق الجميع.
مثل هذه السياسة كما تؤكد الوقائع والحقائق على الأرض، لن يكتب لها النجاح ولن يذعن العالم لرئيس قادم من أسواق المال والمضاربات مهما كانت التكاليف، فدول العالم دفعت غالياً من أجل سيادتها وقرارها المستقل وتوصلت إلى اتفاقات من شأنها احترام حقوق الآخرين ولن تسمح لترامب أو غيره بأن يكرس نفسه شرطياً عالمياً وطرفاً أوحد يتحكم بالقرار الدولي.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023