الحملة المسعورة والفبركات الاعلامية ضد اللقاح الروسي المرشح للتعامل مع فيروس كوفيد-19

الحملة المسعورة والفبركات الاعلامية ضد اللقاح الروسي المرشح للتعامل مع فيروس كوفيد-19

الهجمات الامريكية المتكررة والمتصاعدة التي لم تنقطع منذ أكثر من عامين خاصة ضد روسيا وخاصة ضد الرئيس بوتين رأت في التقدم الذي أحرزته روسيا في الطريق لإيجاد اللقاح للفيروس كوفيد-19 فرصة جديدة للهجوم الغير مبرر على روسيا, حتى في هذا الجانب الذي تسعى كل مراكز الابحاث المتخصصة لايجاد لقاح مناسب يحد من الكارثة الانسانية التي حلت على هذا الكون. فما ان أعلن بوتين عن حصول اللقاح الروسي المرشح استخدامه على الموافقة من الجهة المنظمة والمخولة  لاعطاء التصاريح والشهادة التي تخول روسيا بالانتقال الى المرحلة الاكلينيكية الثالثة والاخيرة قبل إجازة استخدامه بشكل رسمي واعتماده للعامة حتى بدأ الاعلام الغربي حملة مسعورة بالتشكيك بقدرة وكفاءة اللقاح الروسي وزرع الخوف في اوساط العامة في كل الدول بهدف منع هذه الدول او التحفظ على استيراد هذا اللقاح.

وهذه بعض التصريحات والعناوين في بعض وسائل الاعلام الغربية:

يقول فوشي وهو مدير المؤسسة الوطنية للحساسية والامراض المعدية في أمريكا وهو الذي يدير حملة مكافحة فيروس الكورونا في الولايات المتحدة والمستشار الرسمي للرئيس ترامب إنه “يشك بشدة” في أن روسيا طورت لقاحا آمنا وفعالا وذلك بعد ان أعلن بوتين على اول لقاح في العالم لكوفيد-19 ( بيزنس غنسايدر 12 اوغسطس)

CNN روسيا تدعي الفوز في سباق اللقاح. ولكن هل تأخذ لقاح من فلاديمير بوتين؟

ليس لدينا اي فكرة عما إذا ما كان اللقاح الروسي آمن أو فعال ( الجارديان البريطانية)

وزير الصحة الألماني يقول انه متشكك حول اللقاح الروسي (وكالة الانباء رويتر 12 اوغسطس)   COVID-19

وطبعا الاسباب أصبحت واضحة للعيان أنها تعود اولا الى المنافسة بين الشركات العالمية لما قد تحققه من الارباح في حالة وجود لقاح تقره المنظمات الصحية المحلية والعالمية حيث اشارت بعض التقارير ان الشركات الغربية قد تبيع اللقاح التي ستنتجه شركاتها فيما لو نجحت تجاربها بما لا يقل عن 40 دولار للجرعة الواحدة. وكلنا يذكر كيف حاول ترامب شراء شركة المانية وعلماء من المانيا عندما شاعت بعض الشائعات عن قرب توصلهم الى لقاح . وثانيا للتقليل من الكفاءات الروسية والتصنيع الروسي الذي وبشهادة العديد من الخبراء الغربيين ان روسيا قد حققت طفرة نوعية في جميع المجالات العلمية والتكنولوجية في عهد بوتين.

ولقد تم تداول المعلومات الخاطئة عن اللقاح المرشح الروسي لإعطاء الإنطباع الخاطىء من ان روسيا قد تجاوزت البروتوكول المعمول به قبل إقرار اي لقاح وأنها قامت بحرق مراحل البروتوكول المتفق عليه دوليا وذلك بهدف التشكيك بأمن وسلامة استخدامه من الناحية الطبية. فاللقاح أولا لم يتم إعتماده بعد بالشكل الواسع والتصريح الذي حصل عليه هو البدء باستخدامه على عينة كبيرة تشمل 2000 شخص موزعين بين روسيا ودولة الامارات العربية والسعودية والبرازيل والمكسيك وبالتالي دخوله في المرحلة الاكلينكية الثالثة والاخيرة وذلك بعد ان قامت السلطات الروسية الصحية استخدامه على عينة مكونة من 79 شخص من ضمنهم كانت ابنة الرئيس الروسي بوتين وتبين نجاح ونجاعة اللقاح المستخدم.

وتامل وزارة الصحة الروسية ان اللقاح سيجتاز المرحلة الثالثة والنهائية بنجاح. وفي حالة نجاحه في هذه المرحلة سيتم انتاج ملايين الجرعات منه وتوزيعها على المواطنين في روسيا دون مقابل والبدء بتصدير اللقاح الى الدول التي قدم بعضها طلبات مسبقة. وتبعا للمعلومات الواردة فإن روسيا ستمنح هذا اللقاح دون مقابل للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الصهيوني.

من الواضح ان الحملة المسعورة بكل وسائل الاعلام الغربية حول اللقاح الروسي ياتي في الوقت الذي يشعر به الغرب عامة والولايات المتحدة الامريكية خاصة ان العالم باكمله يتغير. مع الفارق ان هذا التغيير الحاصل الان ليس لصالحه على الاطلاق مع بروز قوى عالمية صاعدة ومتطورة في العديد من المجالات العلمية والتكنولوجية التي اصبحت تضاهي إن لم تتفوق على الغرب بشكل عام. كما وأصبح لها القدرة على فرملة العربدة والعنجهية والتسلط والتوحش الأمريكي على الساحة الدولية يرافقه الانهيار والتآكل المستمر في نظام القطب الواحد العالمي الذي تبوأته الولايات المتحدة منفردة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وتفكك جمهورياته في بداية تسعينات القرن الماضي.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023