الدكتورة حياة العمري ترد على قرار الشاهد إحداث “ديبلوم للرقص”

صدر في النسخة الأخيرة، من الرائد الرسمي للجمهورية التونسية أمر حكومي عدد 578 لسنة 2018 مؤرخ في 12 جوان 2018، يقضي بإحداث “ديبلوم وطني للرقص” في اختصاص الرقص الكلاسيكي والرقص المعاصر أو الرقص التقليدي، وذلك باقتراح من وزير الشؤون الثقافية، الذي نص الأمر على أن وزارته هي من تسند الديبلوم المذكور.

وذكر نص الأمر الحكومي الصادر بالرائد الرسمي مراحل التكوين بهدف الإعداد للحصول على الديبلوم الوطني للرقص بالمعاهد العمومية للموسيقى والرقص، والشروط التي يجب أن تتوفر في المترشح للقبول بمرحلة التكوين المذكورة و أبرزها ألا يقل عمره عن ست 6 سنوات.

وفور انتشار الخبر انهالت التعاليق الساخرة والمتهكمة على قرار رئيس الحكومة الذي يقضي بإحداث “ديبلوم الرقص”، معتبرين أنه كان من الضروري اتخاذ قرارات تهدف إلى إصلاح قطاع التعليم في تونس، واحداث ديبلومات تتوافق وسوق الشغل، لسد الفجوة بين ما يدرسه الطلاب والبعيد كل البعد عن متطلبات سوق الشغل.

ومن بين التفاعلات، كتبت النائبة الدكتورة حياة العمري تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، توجهت فيها لرئيس الحكومة بمجموعة من الأسئلة قائلة : “متى يتم احداث الديبلوم الوطني لمهندس فضائي؟، ومتى ديبلوم وطني لصناعة السيارات؟…صناعة الطائرات المسيرة عن بعد؟صناعة الكمبيوترات؟…صناعة السفن؟…صناعة الهواتف؟… صناعات اللوحات الشمسية والطاقات المتجددة؟…هندسة النظافة وترميم الطرقات المخربة وأنابيب الماء؟…”.

وختمت: “هل نحارب الفقر والإرهاب بالرقص ؟…للأسف سنبقى بلدا في تبعية تامة في أبسط حاجياته وشعب مستهلك !”.

وفي تصريح لمجلة “ميم”، أكدت الدكتورة حياة العمري أنها ليست ضد أي شكل من أشكال الفن، ولكن ما يحز في نفسها هو أن هناك أولويات أهم من ذلك، مُذكرة بواقع قطاع التعليم في تونس ووضع التعليم العالي والبحث العلمي “المزري”.

وأضافت النائبة في مجلس النواب حياة العمري : ” أمام الوضع الإقتصادي الصعب وأمام الواقع الذي تعيش على وقع البلاد، تمنيت أن يصدر رئيس الحكومة قرارا تصبح بفضله البلاد في الخطوط الأمامية في التصنيع لا بلدا مقيّدا بالاستهلاك والإستيراد”.

وتابعت العمري أنها علقت في إحدى المجموعات في موقع التواصل الاجتماعي بأنها كانت تتمنى أنه عوض إحداث ديبلوم رقص تم إحداث ديبلوم وطني للمهندس فضائي، أو ديبلوم مهندس طيران وغيرها من التخصصات.

وعقبت محدثتنا بأن الشاب التونسي هو شاب مبدع واستثنائي وما يبحث عنه ه وتهيئة الأرضية المناسبة حتى ينجح في حياته ويترك بصمته في التخصص الذي اختاره.

واعتبرت العمري أن من بين أسباب انتشار البطالة في صفوف الشباب هو واقع المنظومة التربوية والتعليمية المتردي، والحاجة لإحداث اختصاصات علمية ليس لها أي علاقة بسوق الشغل، وغير مواكبة للتقدم التكنولوجي الذي يعيشه العالم.

وقالت: تمنيت لو كانت هناك مفاجأة سارة يحملها هذا القرار للشباب التونسي، كإحداث ديبلوم وطني في مهندس الفضاء أو ديبلوم في صناعات اللوحات الشمسية والطاقات المتجدد وغيرها من الشهائد الحديثة”.

ومن جهتها علقت النائبة بمجلس نواب الشعب في تدوينة عبر صفحتها الرسمية على موقع “فايسبوك” بأنها من دعت لإحداث هذا الديبلوم ، وقالت: “الرقص هو مورد رزق للكثير من العائلات التونسية، وقطاع الثقافة عامل من عوامل التنمية في البلاد وفيه قيمة مضافة اقتصادية ويخلق مواطن شغل ويمكن أن يجلب عملة صعبة للبلاد”.

كما انتشرت تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي عبر فيه رواد الفضاء الأزرق عن نقدهم لهذا القرار.

مجلة ميم

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023