الشماتة ليست من شيم الأحرار فينا حتى نكبح زيف ما يصوره المستشرقين عنا  

الشماتة ليست من شيم الأحرار فينا حتى نكبح زيف ما يصوره المستشرقين عنا  

بقلم د. أنور العقرباوي* |

بالأمس انتقل إلى جوار الدائم الحي اللذي لا يموت متوفيا، محمد مرسي حتى يلاقي حسابه عند رب العدالة ظالما أو مظلوما، ولا نزال نتذكر ذلك اليوم اللذي عمت الفرحة فيه قلوبنا، ونحن نشهد على سقوط فرعون، ومن خلال إنتخابات حرة ونزيهة، يتوج فيها مكانه رئيس منتخب في مصر، قبل أن نكرر الإحتفال مرة أخرى عند سقوطه، ليس من أجل تناقض عقائدي اللذي يحلو للبعض من الإنتهازيين أن يصوره، لكنها نتيجة التجارب والممارسات الخاطئة التي سبقت ثورة يناير كانون الثاني المجيدة، وما انتابها لاحقا من التفرد بالسلطة، وإتخاذه القرار بقطع علاقات بلاده مع توأمه في سورية، ركيزة أمنه العربي القومي، والإرتماء علانية في حضن الطامع العثماني، التي قوضت في مجملها لاحقا مبعث كل بهجتنا وسرورنا!

لن يضيرنا ونحن نشارك الآخرين ردود أفعالهم ومشاعرهم، في التعبير عن حالة الإشمئزاز والخجل والألم التي تعترينا، ونحن نشاهد والعالم من حولنا، ما ينتهي إليه حال معظم حكامنا، مقتولا أم هاربا كان أو مسجونا، وأخيرا وربما ليس آخرا في قاعة محكمة ينتهي به الأمر متوفيا، وقد عرف الكثيرون عنا من خلال مواقفنا الثابتة والملتزمة، في ضرورة النأي عن التشنج والتزمت في المواقف الفكرية، إلا ما كان منها يشكل الأرضية المشتركة التي تجمعنا ولا تفرقنا، خدمة لقضايانا المصيرية الملحة والمستقبلية، دون التجني على حرية التعبير عن الرأي أو المغاير له، وعدم التقليل من أهمية الجرأة في ممارسة النقد الذاتي، ومثله سيان في تبني وتوجيه النقد الموضوعي البناء، حتى لا يصدق فينا كذب وزور ما سبق وأن نعتنا به تجنيا، الهالك برنارد لويس بأننا قبائل تتنازل وتتصارع فيما بينها، دون قدرتها على التطور واللحاق بباقي الأمم، إلا أن نكون من الشماتة في موت البعض منا، اللذي لن يستثني يوما أحدا فينا، ما سوف يؤدي بنا من تلقاء أنفسنا، سواء كان عن سهو أو جهالة، أم سابق قصد ودراية، حتى يصدق فينا ما ذهب إليه ذلك الفوقي المستشرق العنصري مفتريا، ونحن لا نكف يوما عن تبادل الردح والقدح بين بعضنا، حتى وصل الأمر في البعض منا التشكيك، في شرعية من سقطوا شهداءا دفاعا عن وحدة وحرمة الوطن، أو الشماتة حين يتوفي غيضا وقهرا قي حضرة العدالة متهما!

وفي النهاية فإنه لن يفوتنا، تساؤل البعض عن أعلاه إزاء موقفنا، ونحن اللذين لم نتوانى يوما في الصراحة، في تسمية الأشياء بأسمائها، حينما اتفقنا على المشروع النضالي الوطني فالتقينا، وعندما تراجع البعض إلى جانب أجنداتهم الخاصة فافترقنا.

رحم الله شهداء أوطاننا أجمعين، وكل من أتاه بقلب سليم.

*فلسطيني واشنطن

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023