المستنقع اليمني يغرق العدوان .. بقلم: محمد عبد الله

المستنقع اليمني يغرق العدوان .. بقلم: محمد عبد الله

مع دخول الحرب على اليمن عامها الخامس وانتقال الجيش واللجان الشعبية من التموضع الدفاعي البحت إلى التموضع الدفاعي الهجومي وبالتزامن مع إنجازات ميدانية في محافظتَي البيضاء والضالع زاد وضع دول العدوان الميداني هشاشة ولكنها تُظهر لامبالاة واضحة ذلك أنها أصبحت تراهن على استمرار الحرب كغاية بذاته، على أمل تحقيق الحدّ الأدنى من أهدافها.
معالم الفشل الذي اعترى دول العدوان تجلى بوضوح في التخبّط وفقدان الخطة الواضحة وعدم جلاء الرؤية فأصبحت قواتهم تهيم على وجهها ولا تعرف ماذا تفعل في ظل إحكام القوات اليمنية ضرباتها الموجعة والتطور النوعي للجيش واللجان الشعبية في الأسلحة خاصة الصواريخ والطائرات المسيرة التي احالت عواصم العدوان الي ساحات حرب بدل أن تكون آمنة مطمئنة وهي التي بعثت بحممها ونيرانها الى الامنين في اليمن واذاقهم أبطالها الخوف بفضل من الله تعالى ومجاهدات الابطال ، لذا فإن الرياض وأبو ظبي لا تريان بأسا من الاستمرار في الحرب لمجرد الاستمرار حتي لا يحدث لهما الانكسار ان توقفت الحرب بعد أن ايقنت قوى العدوان انها لن تحقق أهدافها لا التي أعلنها الجبير من واشنطن عشية اندلاع العدوان ولا التي تراجعت إليها يوم اعلان تغيير الاسم من عاصفة الحزم الى إعادة الامل .
ومن المفيد التذكير هنا بأن التحالف سبق أن تراجع عن الأهداف الأولى للحرب، التي كانت تدور حول اجتثاث «أنصار الله»، واقتلاعهم من الأساس لكن بعد فشل تحقيق ذلك، تواضَع هدف العدوان إلى احتواء تهديد أنصار الله عبر إبعادهم عن الشواطئ والحدود، وحصرهم في ما يُسمى الهضبة شمال الشمال الأمر الذي أخفق التحالف في بلوغه أيضاً.
وإزاء انتقال «أنصار الله» أخيراً إلى التموضع الهجومي، فإن ما يمكن توقعه للمستقبل القريب مزيد من الخسائر المستمرة تدريجيا لمكاسب كان العدوان قد حصل عليها سابقا ويعوّل عليها في تحقيق الحد الأدنى من الإنجازات إن توقفت الحرب أو استمرت على وضعها الراهن ، وهذا ما يؤكد عمق المشكلة التي وقعت فيها دول العدوان بغرقها في المستنقع اليمني وعدم استطاعتها الخروج منه.

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023