المشهد الليبي: بين الإتفاق التركي الليبي وإنعكاساته الإقليمية والدولية…إلى أين تتجه الأزمة؟

المشهد الليبي: بين الإتفاق التركي الليبي وإنعكاساته الإقليمية والدولية…إلى أين تتجه الأزمة؟

بقلم الناشط السياسي محمد إبراهمي |

المشهد الليبي يتصاعد و يحتدم الصراع بين الماريشال خليفة حفتر و حكومة الوفاق و يأخذ منحى معقدا نحو حرب ضروس طويلة بعد أن أعلن حفتر حملة عسكرية على طرابلس، طالب فيها قواته بشن “المعركة الحاسمة” والتقدم نحو العاصمة.

الأزمة الليبية تتفاقم ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ و التدخل العسكري وربما يصعب التكهن بنتائجها السلبية ويصعب وقف تعمق الأزمة الداخلية خاصة و أن الأطراف الخارجية الداعمة لكلا الطرفين ليس لها نية وضع حل إيجابي لوقف الصراع المسلح في ليبيا .. حفتر له داعمين أقوياء في الخارج، من بينهم مصر والإمارات العربية المتحدة وروسيا، وحكومة السراج بدعم تركيا وقطر.. تتعمق الأزمة الإقليمية بعد امضاء حكومة الوفاق وتركيا اتفاقيتين إحداهما حول التعاون الأمني وأخرى في المجال البحري، فما هي حيثيات هذا الإتفاق وماهي ملابساته و علاقته بصراع المحاور و إنعكساته في توازن القوى محليا وإقليميا ودوليا؟

الإتفاق الليبي التركي يثير غضب كل من ” اليونان” و “مصر ” .. “أثينا ” ترى في هذه الخطوة انتهاكا لحقوقها السيادية و من جانب آخر عبرت مصر عن رفضها للإتفاقية لكونها تتعدى صلاحيات رئيس مجلس الوزراء الليبي ولأنها ستضعف شوكة حفتر الذي تدعمه بقوة..

الإنقسام الحاد المسلح في الجارة ليبيا يضع الدول الإقليمية في إمتحان صعب خصوصا مع تزامن هشاشة المشهد السياسي في الشقيقة الجزائر و الدول الإقليمية.. ويبدو أن التصعيد الحالي سيزيد الطين بلة و أيضا في حجم العنف والمعارك الدامية الذي ستشهده ليبيا قريبا إذا شنت حملة عسكرية كبيرة على العاصمة طرابلس بالطريقة التي يصورها حفتر،

فالصراعات ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ تعرقل ﺍﻵﻥ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭﻳﺴﺎﻧﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻯ ﻫﻨﺎﻙ .. و ربما لا يوجد حل جذري في الأفق القريب …

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023