المغرب والصهاينة……التطبيع المتبادل… بقلم ميلاد عمر المزوغي

المغرب والصهاينة……التطبيع المتبادل… بقلم ميلاد عمر المزوغي

بعض الانظمة العربية صنيعة الغرب يقوم بحراستها وتثبيت اركانها وبالتالي فإنها ملزمة برد الجميل فلا ترد له طلبا, بعضها الاخر كان يخشى ردة فعل شارعه, واليوم وفي ظل الربيع العربي او ما اطلقت عليه امريكا الشرق الأوسط الجديد انكشف المستور ,هرول اولئك وهؤلاء الى التطبيع مع كيان العدو المغتصب لفسطين,لانهم اما ان يفعلوا او يكون مصيرهم كالذين سقطوا في خضم التغيير .

ملك المغرب الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه اوكل اليه الزعماء العرب رئاسة لجنة القدس, ورثها عنه ابنه حفظه الله ورعاه, سليل آل البيت, ترى ماذا قدمت اللجنة للمقدسيين الذين تهدم بيوتهم وينفون خارج المدينة والضفة الغربية, وتسحب منهم مستندات الاقامة,ويعتبرون اشخاص غير مرغوب فيهم ان لم نقل مجرمين.

المغرب سار في ركب المطبعين ان لم يكن في مقدمتهم, المغرب والعدو الصهيوني طبّعا العلاقات في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2020 بوساطة أمريكية, مقابل الاعتراف بسيادة المملكة على الصحراء الغربية, التي شرد شعبها ويستغل مواردها الطبيعية منذ ان ارتحل عنها الاستعمار الاسباني بفضل جهود الجزائر وليبيا وقيام جبهة البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي والتي اعترفت بها عديد الدول الافريقية, انه يحتل قرابة 80% من الاراضي الصحراوية, بينما يقيم سكانها في الخيام على الحدود الجزائرية وبرعاية الامم المتحدة والاغاثة الدولية.

ترى هل خفف كيان العدو من شراسته ضد الشعب الفلسطيني واستجاب لمقررات المؤتمرات العربية بشان الارض مقابل السلام؟ الجواب بالتأكيد لا ,ولكنه الركب الذي يجب على الحكام المنصبين من الغرب السير فيه. الملاحظ ان العدو الصهيوني ربط قراره الاعتراف بسيادة المغرب على منطقة الصحراء الغربية باستضافة الرباط لمنتدى تأجل أكثر من مرة لوزراء خارجية دول المنطقة الموقعة على اتفاقات تطبيع معها برعاية أمريكية.

المغرب من ناحيته أرجأ الشهر الماضي ما يسمى بمنتدى النقب لإسرائيل والدول العربية، متذرعا بالسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وخاصة مجازر جنين البشعة. قال وزير خارجية العدو الصهيوني: “نعمل حاليا على هذه القضية وخطتنا هي اتخاذ قرارنا النهائي في منتدى النقب”، مضيفا أنه من المتوقع أن تستضيف المغرب المنتدى في سبتمبر أو أكتوبر من هذا العام. للأسف الشديد المغرب يقيم اوثق العلاقات مع العدو ويسيّر رحلات جوية بين الرباط وتل ابيب,واقامة الاسابيع الثقافية والحفلات الماجنة, ويستقبل زعماء العدو الذين يمعنون في قتل وتشريد واذلال الفلسطينيين.

لقد اوكلت الادارة الامريكية الى اتباعها في المنطقة بضرورة التواصل مع الصهاينة بشان الحصول على الاسلحة المتطورة (ضد من ستستخدم؟) هناك حديث عن التعاون مع العدو في مجال الطيران المسيّر ,التي ستستخدم حتما لضرب الشعب الصحراوي الاعزل من السلاح, والعالم المتحضر يتفرج ولا يحرك ساكنا انها لعبة المصالح التي قضت على كافة المبادئ السامية المتعلقة باحترام ادمية الانسان.

المغرب والكيان الصهيوني يتشابهان في ان كليهما يحتل ارض شعب اخر, ويمعن في اذلاله ,ويستغل ثرواته الطبيعية . فلا غرو ان يقيما علاقات متينة لانهما من نفس الصنف, انهما اشبه بأنظمة الميز العنصري التي كانت تسود بعض البلدان الافريقية .

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023