المقاومة لا تتجزأ…بقلم: راتب شاهين

المقاومة لا تتجزأ…بقلم: راتب شاهين

يعود الحديث عن المقاومة الوطنية اللبنانية المتمثلة بحزب الله إلى الواجهة من جديد في الغرب الأوروبي في هذا التوقيت، من باب القرار البريطاني باعتبار حزب الله «تنظيماً إرهابياً»، بالتزامن مع معالم انهزام المشروع الإرهابي وبالتالي التراجع الأمريكي الملحوظ في المنطقة والتقهقر فيما يسمى «صفقة القرن» بخصوص فلسطين.
إقدام بريطانيا على وضع الحزب على لوائح «الإرهاب»، يأتي لأسباب أولاً: غير مباشرة كانهزام المشروع الغربي الإرهابي في المنطقة وثانياً: مباشرة يأتي من تلقيها الأوامر من واشنطن، ورغبة من لندن بمساندة واشنطن لها بعد الخروج من الكتلة الأوروبية، فواشنطن تدرك حجم مشاركة وتسبب حزب الله في كل من تراجعها وانهزام مشروعها الإرهابي، إضافة لما فعله الحزب أو قد يفعله من كبح لـ«صفقة القرن» وفي مرحلة لاحقة تدمير أو إزاحة عناصرها في المنطقة.
باريس التي حاولت التمايز عن بريطانيا والتي اعتبرت ما سمته «الجناح العسكري للحزب تنظيماً إرهابياً»، رغم إعلان حزب الله أكثر من مرة أنه كتلة واحدة أي لا جناح عسكرياً وآخر سياسياً، لكن فرنسا تصر على هذا التقسيم وذلك لعدة أسباب أولها: المناورة على الأوامر الأمريكية وبالتالي تخفيف الضغوط عنها بوضع «الجناح العسكري لحزب الله» فقط على قوائم الإرهاب، وتاليها: إبقاء صلة وصل مع لبنان باعتبار أن لها مصالح خاصة فيه وبطبيعة الحال حزب الله جزء من الدولة البنانية.
وفي أي حال فإن المقاومة وُجِدَت لمقاومة ودحر الاحتلال الإسرائيلي, والكيان كما هو معروف ليس قائماً بذاته فخلفه كامل الغرب، الذي تجوز مقاومته عندما ينزل بشكل مباشر إلى جانب الكيان الإسرائيلي في أي حرب.
وعليه فإن مقاومة الاحتلال أينما وجد في فرنسا أو بريطانيا ضد النازية أو الجزائر أو في لبنان وفلسطين أو أي مستعمرة هي واحدة ومحقة، ولا يمكن في المقاومة الحقيقية فصل جناح عن آخر إن وجدت أجنحة بالأساس، فالعمل السياسي مكمل للميداني ويبني عليه ويحصنه، وفي حالة المقاومة الوطنية اللبنانية لا يمكن التجزئة، وإن حزب الله ليس في مكان المساومة على ذلك، كما لا تعنيه مراضاة الغرب وسيده في واشنطن. وهو لا ينتظر منهم جوائز أو شهادات بحسن السلوك. ولذلك يجب التعامل معه كمكوّن وممثل شريحة كبيرة من اللبنانيين وفقط.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023