الهويات القاتلة!!؟..بقلم: محسن النابتي

تعيش الأطراف على وقع تصاعد الهويات القاتلة في الوقت الذي يزداد فيه المركز تركزا، فاليوم تزدهر في أوطاننا تجارة احياء الاثنيات والاقليات وحتى خلقها من عدم والتنقيب عنها في غياهب التاريخ بغية ذرذرة الدول والمجتمعات، ففي زمن العولمة وعالم التكتلات العابرة للمحيطات، والشركات المتعددة الجنسيات لدول المركز، يقاتل مثقفو الأطراف من عرب وأفارقة وغيرهم من أجل احياء ترسبات إثنية لا تشكل قطعاً بنية مجتمعية ولا تشكيلة اجتماعية واقتصادية قادرة على العيش والاستمرار لساعات دون أن تكون تحت الوصاية والرعاية الاستعمارية الكاملة في ظل هذه التكتلات العظمى.
فقد تمكنت الامبريالية من فرض مفارقة عجيبة علينا من خلال مثقفيها وأدواتها من شعوبنا نفسها ففي الوقت الذي تتركز هي تذرذرنا نحن وتفرض علينا مسارا نكوصيا ضد مجرى التاريخ فعوض ان نذهب بمجتمعاتنا وشعوبنا ودولنا وأقاليمنا الى مزيد من التشبيك في المصالح والعلاقات والثقافات والوحدة لحماية مصالحنا وتحقيق أكثر امكانيات لمجابهة التحديات المتزايدة اقتصاديا وامنيا، فإننا نذهب الى التفكك حتى في دولنا الصغيرة والفقيرة والعاجزة حيث وصلت هذه الدول مرحلة وكأنها خليطاً بشرياً لا تشكيلة اجتماعية واقتصادية، فتسربت مصطلحا التعايش والتوافق فكأننا مكرهين على العيش المشترك وهي المرحلة القبل الأخيرة لتفكيك ما هو قائم الى ما هو أدنى.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023