ايها الفتحاويون…ماذا تريدون من حماس؟…بقلم ميلاد عمر المزوغي

ايها الفتحاويون…ماذا تريدون من حماس؟…بقلم ميلاد عمر المزوغي

بدأت الانتكاسة الفلسطينية منذ الاعلان عن التخلي عن البندقية ورفع غصن الزيتون وحمامة السلام وشطب الكيان على انه دولة احتلال من الميثاق الوطني الفلسطيني الذي يعتبر بمثابة الدستور للدولة المنشودة التي لم تتحقق حتى الان,المؤكد ان تصرفات الزعماء العرب والتضييق على المقاومة الفلسطينية ساهمت في تشتيت المقاتلين ونضوب المساعدات العربية لهم, لكن ذلك لا يبرر للسلطة الفلسطينية آنذاك, بان توقع على اتفاقيات كامب دافيد المذلة وانهاء حالة الصراع المسلح بحجة انه لم تعد هناك نقاط يمكن للفلسطينيين العبور منها الى الداخل المحتل, كلنا نعلم ان حرب 1973 لم تكن لتحرير فلسطين بل كانت حرب تحريك الركود السياسي واذعان الحكام العرب لأمريكا بالاعتراف بالأمر الواقع نتيجة فائض القوة التي منحتها للكيان المغتصب لفلسطين والنتيجة استرجاع سيناء بشروط مذلة بعد مرور عقود من الزمن وعدم السماح لمصر بان يكون لها تواجد عسكري بشبة الجزيرة أي اعتبارها منطقة عازلة لا تشكل أي تهديد للكيان العنصري.

المفاوضات استمرت 14 شهر من الجهود الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة بدأت بعد أن تولى الرئيس جيمي كارتر الحكم وتم التوقيع عليها في 17 سبتمبر ‏1978‏ بين عرفات والسادات برعاية كارتر.. وثائق سريّةً تؤكِّد تنازل الفلسطينيين بـ (كامب ديفيد) عن حقّ العودة ومُوافقتهم أنّ الممّر الآمن بين الضفّة وغزّة بمسؤولية الاحتلال وتنازلًا فلسطينيًا عن حق عودة اللاجئين، واشتراط أنْ يكون الدخول لإسرائيل على أساسٍ إنسانيٍّ فقط، وطالب الصهاينة بتحديد عدد اللاجئين المسموح لهم بالدخول على أساس إنساني، وتحديده مسبقًا .

الفتحاويون والمطبلين لهم من الاقلام المأجورة, يرون في جنوح حماس للسلم لتخفيف الوطاء عن السكان المدنيين غير مقبول, لأنها كانت في يوم ما تعترض على الهدنة مع الصهاينة! ترى ماذا حققت الهدنة التي دعت اليها والتزمت بها فتح ومن هم على شاكلتها؟ هل خلال الهدنة استطاعت ان تبني قوتها الذاتية من حيث تشكيل خلايا مسلحة تقض مضجع المحتل؟ ام انها وبانتهاجها طريق الاستسلام والخنوع ورفع غصن الزيتون ان توقف المحتل عن بناء المزيد من المستوطنات وتخفيف قضم الاراضي؟ هل تحقق سلام الشجعان الذي  رفعتموه شعارا  بائسا ذليلا؟, المقاتلون في غزة بمختلف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الفكرية والعقائدية هم من اجبروا الكيان على مغادرتها, الغزاويون ورغم الحصار الجائر, الا انهم استطاعوا ان يطوروا الاسلحة وخلق نوع من توازن الرعب, فهذه الاسلحة وان تكن بسيطة استطاعت ان تحلق في اجواء الوطن المحتل وتصل الى حيث يختبئ الصهاينة واثبتت انها ليست عبثية كما ادعى راس السلطة الفلسطينية وزمرته الفاسدة الخانعة, الساهرة على امن وراحة المحتل, المبلغين عن النشطاء الذين لم يرضوا حياة الذل والهوان, الفتحاويون من اتفاقيات الذل والعار(كامب دافيد) الى التفريط في كل شبر منها عبر اسلو التي لم يحضرها أي طرف دولي واعتبرت اتفاقا بين كيانين غير ذوي صفة دولية (جسمان غير شرعيان ).

اقول دعوا حماس وبقية الفصائل وشانها, فهي كفيلة بتنشئة جيل جديد مقاوم يحمي الارض ويصون العرض, وقد بدأت طلائعه في الضفة الغربية, تقارع المستوطنين وتوقع بهم الهزائم, إن لم تكونوا قادرين (في احسن الاحوال)على فعل شيء لصالح الوطن, فلا تكونوا سندا للمحتل وتبثوا الذعر في اذهان المقاتلين او تثبطوا من هممهم وعزائمهم ,يكفي انكم والزمر التابعة لكم تقتاتون على المساعدات الدولية انها ثمن سكوتكم او لنقل ثمن بيعكم للوطن ,ابناؤكم وعائلاتكم موجودون بالخارج ينعمون بالخيرات, بينما انتم متواجدون بالداخل لحراسة الكيان والتبليغ عن الشرفاء الذين يهبون انفسهم فداء للوطن.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023