بحثت عن تونس، في خضم التجاذبات… فما وجدت غير أدعياء سياسة وتجار دين

بحثت عن تونس، في خضم التجاذبات… فما وجدت غير أدعياء سياسة وتجار دين

يتجولون وسط أشلاء هذا الوطن، يبحثون عن شيء ما يبيعونه للأجنبي
ولكن “ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب”

بحثت عن تونس… بحثت عن مصلحة وطن وشعب وسيادة في خضم هذا التطاحن بين الأفراد والأحزاب، وبين التجاذبات والولاءات الخارجية… فما وجدت تونس ولا وطن ولا هوية… ووجدت أدعياء سياسة وتجار دين وقادة أحزاب يتجولون وسط أشلاء هذا الوطن، يبحثون عن مكسب شخصي أو حزبي، أو جاه أو سلطة أو مال، أو شيء ما يبيعونه للأجنبي… ولا يمدّون أيديهم لخدمة البلاد إلا بما يخدم مصالحهم وولاءاتهم ويملأ جيوبهم… ما حدث ويحدث اليوم في مجلس نواب الشعب، هو أفسد ما يمكن أن يفرزه نظام الأحزاب والكتل والقائمات المجهولة… تباين شاسع في المستويات التعليمية بين “نواب” يناقشون ميزانية الدولة! هه هه هه، وينتخبون أعضاء المحكمة الدستورية! هه هه هه، ويسنون القوانين! هه هه هه… حوارات بلا علم، وجدالات بلا حجة، سب وشتم وقذف وتعيير وتنابز بالألقاب… ويتقاضون مقابل ذلك مرتبات شهرية… مشاكلنا تتفاقم: بطالة… مديونية… نسبة نمو تحت الصفر… غلاء المعيش… دائرة الفقر في اتساع مطرد… انحدار في التعليم والخدمات الصحية… الإرادة السياسية موضوعة تحت ضغط الفعل المخابراتي الأجنبي، وفي خدمة الأجندات الخارجية، وأجهزة الأمن المكلفة بتطبيق القانون وتتبع الفاسدين عاجزة وغير مضمونة لكسب الحرب ضد الفساد، والقضاء تم اختراقه وتمت هرسلته، وأصبح عاجزا وغير مضمون للتخلص من الفساد والفاسدين، حتى صار الفاسدون، والذين يتمعشون من مصائب البلاد، والذين يرحبون بالمستعمر الأجنبي، يتبجحون بالقول: إن كان لديكم ملفات فساد ضدنا فقدموها للقضاء، وإن أردتم إزاحتنا من الحكم فاذهبوا إلى صناديق الإقتراع… ولكن حتى صناديق الإقتراع وبكل أشكال الزيف والترهيب والترغيب، باتت مضمونة للفاسدين ولأصحاب الولاءات الخارجية المصطفين وراء الإستعمار الأجنبي… نعم هكذا… ولكن “ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب” (آل عمران)

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023