داعش “شيعية” على الابواب…بقلم جهاد العيدان

داعش “شيعية” على الابواب…بقلم جهاد العيدان

اعلان الامريكان عن مقتل صنيعتهم ابو بكر البغدادي لم يكن مجرد مزحة سياسية او استخباراتية بقدر ماهو مدخل جديد لمنتج اكثر خطورة من سابقاته –القاعدة – داعش البغدادي -, فالامريكان لم يريدوا لروسيا او ايران او محور المقاومة في المنطقة ان ينعموا بالانتصارات الاخيرة التي تحققت لهم ضد الارهاب الداعشي , لذلك اثاروا في المنطقة غبار الانسحاب من سوريا تزامنا مع غبار الاحتجاجات في العراق ولبنان مما ادى الى التعتيم على هزيمة الامريكان في سوريا اولا , وحجب الانظار عن نقل قواتهم الى العراق سيما وان الحكومة العراقية اعترضت على انتقال القوات الامريكية من سوريا للعراق وعلى نقل الدواعش من سوريا للعراق …..

الاعتراض العراقي كان قويا رافقته مطالبات للكتل السياسية بضرورة اخراج القوات الامريكية الموجودة في العراق وكذلك تقديم كشف عن عديد القوات الامريكية المتواجدة على الاراضي العراقية , ناهيك عن الغضب الامريكي بخصوص العقود مع شركة سيمنس الالمانية والاتفاق الذكي مع الصين _ النفط مقابل الاعمار- . امريكا تخطط لانتاج داعش جديد بلباس جديد بعد ان استوفت داعش السنية اغراضها من خلال الحروب التي طالت المكون السني ومن خلال تهجير واخضاع السنة لافكارها ومعتقداتها الوهابية وراينا كيف تم اطلاق سراح داعش السنية من خلال التظاهرات والمنصات والاحتفالات التي اقيمت في الرمادي والموصل وصلاح الدين لتقفز في ليلة ظلماء الى ارض الواقع , ويكون المطالبون بحقوقهم الضحية التي تم قطع رؤوسهم بابشع الصور … اليوم تشير عقارب الساعة بان الشيعة هم المستهدفون وهم وقود التنظيم الجديد الذي بدات ملامحه تتشكل عبر بوابة وشعار قطع الجسور مع الصديقة ايران وطردها من المشهد العراقي بعد ان وقفت مع الشعب العراقي لدحر داعش السنية. هذه ليست تحليلات بقدر ماهي معلومات حيث تمتلك امريكا اليوم 21 الف ارهابي نصفهم من سوريا وقد جمعتهم في الصحراء الغربية في العراق كما قامت باعطائهم دروسا فقهية تختص بالمذهب الشيعي وهي تبحث الان عن زعيم شيعي يمتلك نفس مواصفات الشيخ ابو بكر البغدادي والشيخ اسامة بن لادن ليكون شيخا بعمامة شيعية وتنقاد له مجاميع كبيرة من الشيعة ليشكل تنظيما داعشيا جديدا يشغل مساحات من العراق وايران وبالفعل هناك تحركات سعودية وامريكية مكثفة على خوزستان الايرانية من اجل تحقيق هذا الهدف, ما يجري الان في لبنان والعراق يعكس مواصفات متقاربة كما يعكس شعارات تكاد تكون واحدة وكانها من مصدر واحد مما يطرح الكثير من التساؤلات ناهيك عن الدعم الغذائي ومظاهر اللهو والتهجم على العلماء وعلى المرجعية وعلى ايران وعلى كل الرموز الوطنية, مما يعني ان المنطقة تعيش في مخاضات المشروع الذي تعمل الولايات المتحدة على احيائه والنفخ فيه ليتحرك على قدميه على ارض الواقع …….

الامريكان اليوم امام مواجهة رزمة من التطورات السياسية والامنية المتعاكسة تماما مع طموحاتهم, فالجيش السوري حقق انتصارات جديدة في مختلف الجبهات كما ان الروس استطاعوا تحقيق خروقات مهمة في المجال الحيوي الامريكي في غرب اسيا ناهيك عن انتصارات الحشد الشعبي في العراق , وايران انتصرت على الحصار المفروض عليها , وبالتالي فان الرهانات الامريكية تغيرت وبات من الواضح ان امريكا لم تعد تعول على بعض الواجهات الامنية والسياسية السابقة في المنطقة خاصة وان ابو بكر البغدادي بات ورقة محترقة مما استدعى لان يفكر الامريكا بشخصية اخرى كما ان وجودهم شرق الفرات بات شبه مستحيل ومرفوض سورياً مما دفع ترامب للاعتراف بان وجودهم في سوريا هو للسيطرة على النفط واستخراجه وبيعه وهو مما اثار انتقادات داخل امريكا على اعتبار ان ترامب خرج عن النهج الامريكي القائل بان امريكا تدافع عن الشعوب وعن حقوق الانسان وغيرها من تلك المزاعم التي باتت غير مقنعة للعالم .

الامريكان اليوم يعملون على تاجيج فتنة جديدة في المنطقة من خلال تجيير مطالب وحقوق الشعوب لصالح اجنداتها من اجل اضعاف بعض القوى الحية في المنطقة بعد ان بات عصيا عليها انهاء النظام الاسلامي في ايران فاتجهت الى رئتي محور المقاومة المتمثلة في العراق ولبنان من اجل تفعيل هذه الفتنة واشغال شعوب المنطقة بهذه الاحداث لتمرير مخططاتها والقضاء على القوة الصاعدة في هذين البلدين . ويبدو ان لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية في العراق ، ادركت مخاطر وتبعات التحركات والاجندات الاميركية، لذلك فإنها عبرت على لسان احد اعضائها، النائبة ريحان حنا أيوب، عن رفضها ان يكون العراق وطنا بديلا لعناصر تنظيم داعش الإجرامي، في اشارة الى وجود مخطط دولي بشأن مصير الدواعش الذين تسلمهم العراق مؤخرا.

وبالتالي فقضية انتاج داعش جديدة باتت جاهزة ولكن بانتظار بعض الامور الفنية من اجل ان تؤجج صراعات طائفية معلبة في العراق وصولا الى اهداف خطيرة ومشؤومة .

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023