دول وحكومات تمارس القرصنة!!…بقلم محمد عبد الله

دول وحكومات تمارس القرصنة!!…بقلم محمد عبد الله
دول وحكومات تتصدر قائمة دعاة حقوق الانسان وتدعي انها دول متحضرة تحترم القانون وتحارب الجريمة فاذا بها هى الإجرام بعينه، وهى التى تمارس القرصنة، وتعتدى على غيرها

فى التاريخ القديم والحديث اشتهرت بعض العصابات بممارسة القرصنة، وهناك مجموعات مارست ارتكاب الجريمة بشكل منظم، وهناك ايضا أفراد ومجموعات صغيرة لاترقى الى مستوى الوصف بالعصابات أو مرتكبى الجريمة المنظمة لكنها ظلت على صغرها تمارس القرصنة والاحتيال والسرقة، وظلت محل انتقاد المجتمع الدولى ككل، وتوافق العالم على ضرورة التصدى لهم والوقوف بوجههم بل والحرب عليهم، وهؤلاء اللصوص بلا شك منبوذون فى كل مجتمع، ولايمكن ان ينالوا احتراما من احد أو قبولا لفعلهم من اى جهة، وقد اتفقت كل دول العالم وكذلك منظماته ومؤسساته على أهمية التكاتف فى وجه القراصنة وتجريم مساعدتهم وايوائهم والتعامل معهم، وعلى الاقل فى القضايا محل الاتهام، وبالتالى لن تقبل أى جهة محترمة شراء أو بيع أو قبول هذه الاشياء التى تم الحصول عليها عن طريق القرصنة والسرقة بواسطة التهديد بالسلاح، وهنا نقف متسائلين عن الموقف الذى يتخذه الكل، افرادا وجماعات ودول من القراصنة الجدد الذين ظهروا هذه الايام، وفضحتهم جائحة كورونا، وكشفت عورتهم وابانت قبحهم، هؤلاء القراصنة الجدد هم دول وحكومات تتصدر قائمة دعاة حقوق الانسان وتدعي انها دول متحضرة تحترم القانون وتحارب الجريمة فاذا بها هى الإجرام بعينه، وهى التى تمارس القرصنة، وتعتدى على غيرها، ولا تفرق بين حليف وعدو، هذه الدول فيها من مارس القرصنة وسرق حقوق الاخرين، وايضا تعرض لقرصنة حقوقه وسرقة بعض الاشياء التى تخصه، ورجعت هذه الدول الى مايعرف بسياسة الغاب حيث لا قانون ولا احترام ولا التزام وانما سرقات وقرصنة، وهذه الافعال القبيحة والاعمال المزرية وقع فيها من يكثرون الحديث عن حقوق الانسان واحترام القانون ومحاربة الجريمة المنظمة، ومع اشتداد وطأة جائحة كورونا عرف الناس زيف ادعاءات هؤلاء الكذابين المجرمين .
فامريكا مثلا وهى المثل الاعلى عند الكثيرين جدا فى عالمنا العربى والاسلامى وعند الكثيرين فى العالم، امريكا هذه كانت احدى الدول التى مارست القرصنة وهى تسرق مئات الالاف من الاقنعة الطبية التى كانت فى طريقها الى فرنسا، وفرنسا نفسها التى سرق الأمريكان اقنعة كانت متجهة اليها، فرنسا نفسها سرقت معدات طبية كانت تتجه الى المانيا، وهذه تشيكيا تصادر مئات الالاف من الكمامات الطبية التى كانت تتجه الى ايطاليا بحجة عدم مطابقتها  للمواصفات، لكن الشيكيون صادروها وقاموا باعادة  توزيعها على مستشفيات براغ فى عمل ابعد مايكون
عن الاخلاق والمسؤولية والاحترام ، وايطاليا المحتجة على سرقة الشيك للكمامات المتجهة اليها هى نفسها ايطاليا التى وقعت فى ما اشتكت منه واذا بها تصادر سفينة منظفات ومطهرات ومعقمات كانت مرسلة من روسيا الى تونس فى واحدة من ابشع صور السرقة والعدوان خاصة وإن الايطاليين انتقدوا السلوك الشيكى ووقعوا فيه، وايضا عرفوا أهمية المواد المرسلة الى تونس، وما كان يجدر بهم لو كانوا يحترمون انفسهم ان يقعوا فى ما وقعوا فيه  وهم قد انتقدوه واشتكوا منه.
انها انانية مفرطة وقعت فيها هذه الدول، وقد إتضح للجميع مدى الكذب والخداع الذى ظل هؤلاء يمارسونه، وانكشف زيفهم ، وعرف الناس ان دولا كبيرة اتصفت باللصوصية وأصبحت كالعصابات والجماعات المجرمة الخارجة عن القانون تمارس القرصنة فى سابقة لم تكن معروفة أو على الاقل غير ظاهرة قبل وباء كورونا.
ولا شك ان هذه الاحداث توضح قبح وجه الحضارة الغربية وسوء صنيعها وعدم استحقاقها الاحترام والتقدير.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023