سيّان…من جاء بالإفك ومن أذاع به…بقلم هشام البوعبيدي

سيّان…من جاء بالإفك ومن أذاع به…بقلم هشام البوعبيدي

لأنني أعرف الرجل، فقد ساءتني استهدافه بهذا الشكل وكذّبت ما نسب له من فعل مشين، ولأني أعلم الجهة التي تكفّلت بتشويهه، ازداد يقيني ببراءته،…أفلم يحن الوقت بعد لكي يتوقّف هذا المد المتنامي للإنحطاط الأخلاقي وتسونامي الانحلال القيمي من هتك الأعراض وقذف الأبرياء وأحاديث الإفك، بغض النظر عن الطرف المستهدف، والذي بات سوقا يتمعّش منه عديمي الضمير ومروّجي الفتن وباثي الفرقة بين الجميع.

فهل كان ذنب الأستاذ زهير مخلوف أنه ناضل زمن الاستبداد، حين آثر أكثر مدعي النضال والثورية السلامة والسير في ركاب الدكتاتورية، فتعرّض لشتى صنوف القهر والحرمان والتعذيب مما أثر على صحته وأعقبته أمراضا مزمنة لا يزال يعاني منها، فكانت حادثة الحال التي سارع أصحاب القلوب المريضة في النفخ فيها بغير وجه حق وبثّها ونشرها لا يراعون إلاّ وذمّة في هتك عرض الرجل ورميه بالباطل والإثم، بلا روية ولا فحص ولا تمحيص…

أم هل ذنبه أنه اختار بملء إرادته الحرّة، التي كفلها له دستور الثورة، الخط السياسي الذي يريد والحزب الذي يشاء، حتى يُلقى به من “جنان الثورية” ويُمحى تاريخه النضالي، فتنهال عليه سهام التخوين وتمزّق عرضه سيوف العدوان، فيرمى بالنكوص و”الثورة المضادة” وهي لعمري ترّهات مضحكة في حق من كان شوكة في حلق الاستبداد وصوتا صادعا في عهد الصمت والتصفيق واللحس على عتبات البلاط.

وعليه، فلم يكن على ذي دين ولبّ وتبصّر أن ينساق وراء إشاعات أطلقها مرضى القلوب وقد أمرنا سبحانه وتعالى أن نتبيّن الأنباء التي تردنا ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” (6الحجرات) ، وحذّرنا من مغبّة نشر وإذاعة أحاديث البهتان والسوء كما في آية الإفك “إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ*وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ” (15-16 سورة النور)، متوعّدا “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” ( النور19).

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023