عندما تعترف مؤسسة الارهاب علنا بعظمة لسان أحد أفرادها… بقلم بهيج سكاكيني

عندما تعترف مؤسسة الارهاب علنا بعظمة لسان أحد أفرادها… بقلم بهيج سكاكيني

مساعد وزير الخارجية الامريكية ديفيد هيل يعترف بعظمة لسانه أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الامريكي بأن الولايات المتحدة انفقت عشرة مليارات دولار في لبنان على مؤسسات عسكرية وأمنية ومنظمات المجتمع المدني خلال السنوات الماضية. أن تنفق الولايات المتحدة المبالغ الطائلة في العديد من الدول للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية ليس بالشيء الجديد ولا الخبر المثير فقد عملت الولايات المتحدة على انفاق مليارات الدولارات لأحداث ما سمي بالثورات الملونة في جورجيا واوكرانيا والان في بيلاروس وهي ما زالت تحاول في فنزويلا على سبيل المثال لا الحصر.

لا يحتاج المرء الى الابحاث المضنية ليستنتج ان كل ما تفعله الولايات المتحدة في الشرق الاوسط مرتبط اولا واخيرا بما يسمى “بأمن اسرائيل” وكما ذكر الرئيس العروبي الراحل حافظ الاسد عندما سئل عن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط قال ان الولايات المتحدة ليس لها سياسة خارجية في المنطقة ولكن يوجد السياسة الخارجية للكيان الصهيوني فما يريده هذا الكيان تفعله بالتمام والكمال الادارة الامريكية سواء جمهورية كانت او ديمقراطية.

والان وأكثر من وقت مضى تتضح معالم هذه المقولة فالضغط على دول المنطقة ومنذ عقود من قبل الولايات المتحدة لتوقيع معاهدات “سلام” وإقامة العلاقات العلنية مع هذا الكيان لم ينقطع وقد نجحت هذه السياسة الى حد كبير فقد تم إخراج مصر أكبر الدول العربية وأكثرها تاثيرا على الساحة الاقليمية والدولية من الصراع ” العربي-الاسرائيلي” وتبعها بعض الدول الى ان وصلنا الى حالة من الهرولة الغير مسبوقة والخروج عن كل ما سمي “بالاجماع العربي” والخروج على قرارات الامم المتحدة ولا نستثني هنا مسؤولية القيادة الفلسطينية المتنفذة المستأثرة بالقرار الفسطيني والمهيمنة على القرارات المصيرية للشعب الفلسطيني التي ارتكبت خطأ فادحا إستراتيجيا ووطنيا وقوميا بتوقيع معاهدة الخيانة معاهدة اوسلو والتي مما لا شك فيه شجعت العديد من الدول العربية والغير عربية المطبعة اساسا تحت الطاولة الى ان تخرج الى العلن وبشكل فج ووقح للغاية كم نراها اليوم.

والعودة الى لبنان هذا التصريح يكشف على مدى استعداد بعض الاطراف الداخلية للانخراط العلني الوقح تحت مظلة الاستراتيجية الامريكية في المنطقة وعلى رأسها أولوية ضمان الامن للكيان الصهيوني وهيمنته وسيطرته على المنطقة. ولتحقيق هذه الاولوية يجب “القضاء” على حزب الله في لبنان على وجه التحديد وتحيده ومحاولة استقصائه عن الحكومات وتحجيم دوره السياسي ونزع سلاحه لانه الجهة الوحيدة الذي يقف حائلا لاية مطامع اسرائيلية في لبنان سواء في مياهه أو نفطه وغازه, عدا عن الوقوف بصلابة وقوة ضد اي عدوان اسرائيلي على لبنان واستباحة اراضيه. ولقد سبق وأن أعلنت الولايات المتحدة انها قامت بتخصيص 500 مليون دولار لتشويه سمعة حزب الله في الوسائل الاعلامية اللبنانية على وجه التحديد وأقامة إذاعة أو قناة الحرة أيضا لهذا الغرض.

ونختتم ونقول ان كل صوت يرفع ضد المقاومة وضد حزب الله على وجه التحديد والمطالبة بنزع سلاحه ما هو الا صوت مشبوه وعميل وهو جزء من فضيحة العشرة مليارات. والسؤال كم كانت حصة كل من هذه الاصوات العميلة سواء الاعلامية او السياسية او منظمات المجتمع المدني التي ارتضى البعض منها ان يكون مطية للولايات المتحدة وبرنامجها في تدمير لبنان لمصلحة الكيان الصهيوني بالدرجة الاولى؟

 

* كاتب فلسطيني

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023