عندما يحكمنا الرعاع !!… بقلم محمد سعد عبد اللطيف

عندما يحكمنا الرعاع !!… بقلم محمد سعد عبد اللطيف

عندما يحكم الرعاع .في اي بقعة من القاع للقمة .. تمتزج الجغرافيا بالتاريخ بالفلسفة ، في بلد اقدم من التاريخ نفسه،

بلد لها عبقرية “الزمان والمكان “، (عندما يحكمنا الرعاع ) قالها:- الفيلسوف اليوناني سقراط قبل الميلاد عندما حكم علية بالإعدام ،

كان في الماضي القريب يطرح بعض النخب التخوفات من أسئلة ..؟ عما إذا كان الرعاع سيحكموننا، رغم التقدم العلمي والتكنولوجي ، أيحكمنا هؤلاء المتهتكون أو الصعاليك السفلة،من الأقزام ،أو المستبدون أو الفاسدون تحت أقنعة مزيفة ..؟هل سيحكمنا الرعاع النخبة في اي بيئه تعيش فيها (ريف او حضر) لتهبط على الناس بالمظلات شخوص مجهولة الهوية تبحث لها عن دور في غياب نظام ديمقراطي ، من

ظهور عاهات وتشوهات من الأمراض النفسية ..فمنذ اكثر من عقدين ،واثناء فتح باب الاستحقاق الانتخابي في دائرتي الانتخابية سقط بمظلة من طائفه المال السياسي كان يعمل امين شرطة سابق ، من أثرياء القوم علي قائمة الحزب الوطني لايعرفة اهل قريتة ،واصبح نائب للدائرة دورتين ، كذلك مرشحين يهبطوا علينا ببرشوتات من المرتزقه للتسول بطريقة مشروعه للحصول علي المال..!!

الحقيقة التي ربما يعرفها الكثيرون ولا يريدون الاعتراف بها هي أن الرعاع والصعاليك يحكموننا بالفعل منذ أكثر من عقود ، وأن ثقافة الرعاع والصعاليك وسفلة البشر تُطبق على نفوسنا وأنفاسنا بعنف منذ عقود ..!!

وفي الثلث الآخير من القرن الماضي من القرن العشرين، بينما كانت النخب السياسية والثقافية ، في مصر ،في صراع مع التغيرات التي طرأت علي المجتمع المصري بعد” حرب اكتوبر والإنقلابات الاقتصادية بعد هجرة العمالة المصرية للخارج”،كانت هناك نخب على وجه التحديد تحاول تدريجيًّا الخروج بالبلاد من حظيرة الصعاليك الرعاع الجدد من ظهور المال السياسي ،وتحكم رأس المال المتوحش في المشهد السياسي ،، وتنفض عن كاهلها ثقافتهم المدمرة، إنقض عليها “ثلة” منهم وأعادوها مرة أخرى وبعنف إلى الحظيرة. وظهور عبيد جدد (العبيد التطوعي) داخل مقرات اعضاء مجلسي “الشعب والشوري” للبحث عن دور لهم في المجالس المحلية كانت بداية ظهور الرعاع والصعاليك كان بينهم آميين لايجيدون القراءة والكتابة ويصبح عضو في المجالس البلدية (المحلية) وفي السنوات الأخيرة برزت على الساحة وخاصتاً

في المجتمع الريفي ، نتيجة تردى التعليم وانهيار منظومة القيم والأخلاق التى كانت تحكم المجتمع الريفي ، لعوامل كثيرة لا تخفى على أحد ستجد ارتفاعاً مخيفاً فى عدد الرعاع مع ظهور وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي ،،،

بطبيعة الحال لا يمكن لأحد منهم أن يطعن في نفسه، في تجميل صورتة ، وستجد من ينصب نفسه مدافع عن خلل في المجتمع يبدأ في كتابة بوست يهاجم شخص أخر ويتطرق بالحديث عمن هم وراء تردى الأوضاع ،

أصبح عندي قناعة تامة أن هناك نوعاً من البشر لو غابت عنهم الأضواء ، يهرتلون بأي كلام ليعودوا الي بؤرة الضوء حتي لو هيتشتموا ويتبهدلوا .. اعتقد دي حالة مرضية..ويقول عنهم “علماء التفس” اصحاب الامراض السيكوباتية،

وللآسف منهم حامل اعلي الشهادات العلمية ، ويرجع ذلك الي سوء

التعليم وانهيار القيم الأخلاقية في مصر وبدايات عصور الاضمحلال ، وعمن هم يبذلون قصارى جهدهم لإفشال أية محاولة لإيقاف هذا التردي والانهيار…!. إنهم هم الصعاليك الرعاع والجهلة السفهاء الذين يحكموننا ويتحكمون في مصائرنا منذ عقود وحتى يومنا هذا ،،

صحيح أنَّ الصعاليك الرعاع يتواجدون دائمًا وأبدًا في كل المجتمعات البشرية ويتكاثرون عبر الأجيال في الدول السلطوية والديكتاتورية ، ولكن في الدول الديموقراطية حيث يتمتع المواطن بالحرية والرفاهية والكرامة الإنسانية، لا يتاح لأي فرد أن يصل إلى سدة الحكم، إلَّا إذا كان مؤهلًا علميًا ومدرب سياسيًا ليحكم دون أن يتحكم، بمعنى ألا يصبح طاغية، يسيطر عليه الخوف على نفسه وعلى منصبه. فجميع مؤسسات الدولة تحمل عنه عبء هذا الخوف، بمعنى أنها تتحمل مسؤولياتها بالتمام والكمال، وليست ديكورًا أو دمىً، يحركها شخص واحد تبعًا لأهوائه الخاصة وهذا يحدث الان علي سبيل المثال في المجتمع الريفي، يصعد صعاليك تفرض نفسها بأسم المجتمع المدني او حزب اوجماعه ،.، بل المفترض أنهم جاءوا متطوعيين لتحريك المجتمع نحو الأفضل ومن خلال غياب مؤسسات حكومية من الرقابة علي كثير من الانحراف في المجتمع المدني مؤهلة أعدت خصيصًا لهذا الغرض. وحتى لو تمكن أحد الصعاليك الرعاع من الوصول إلى قمة السلطة في قرية او مدينة ، فلن يتمكَّن من عمل الكثير في مجال التدمير والانهيار، وسوف يصبر عليه المواطنون حتى يزول ويترك منصبه التطوعي مرغمًا في وقت محدد في الدول الديمقراطية .

بينما في الدول المتخلفة التي يعاني مواطنوها من القهر والفساد والانحطاط ،

وفي العالم الثالث لا يمكن لأحد أن يصل إلى سدة الحكم ما لم يكن من الرعاع الصعاليك، ومدعومًا بقوة عسكرية غاشمة ومحاطًا بثلة من المنتفعين الفاسدين والجهلة السفهاء وسفلة القوم. لا بد لهذا الشخص أن يكون من هؤلاء التوافه، الذين يجيدون فن الغوغائية، وأن يعتمد في حُكمه على ثقافتهم التي لا تحظى بمظلة علمية أو فكرية من أي نوع ولا تتوفر فيها رؤية عامة وشاملة للعمل التطوعي او الاجتماعي السياسي، بحيث تتسع لكل المواطنين كي يتمكنوا من قيادة أنفسهم بأنفسهم والتحكم بأنفسهم في مصائرهم. بل يكون كل اهتماماتهم مركزة على جذب الآخرين لاستثمارهم من أجل تثبيت مكانتهم داخل المجتمع ،،حتي علي المستوي المناصب العليا والرئاسية . وإذا زال بسبب الموت أو الاغتيال، يأتون بغيره من بين صفوفهم، وبنفس مواصفاتهم.

ولأن الرعاع جهلة وفاشلين في حياتهم، وليست لديهم أدنى معرفة بالعمل السياسي والاجتماعي والتطوعي ، وقيادة المؤسسات وتوجيهها، فإنهم يحاولون التحكم في كل نواحي الحياة، ومع ازدياد تحكُّمهم تطغى على المجتمع السوقية والبذاءة، والفوضي ، ويسود التشهير والذمّ والتجريح والطعن والقدح،

وقد حدث في قريتنا مناوشات علي شبكات التواصل الاجتماعي هذا الاسبوع ،وكان نفاخين النار ينتظرون ان تشتعل ، فتبدأ الترديات والانهيارات المتعاقبة التي تطال كافة مجالات الحياة دون استثناء، ومن ثم تصبح أساليب الرعاع في الحياة العامة ليست حكراً على مجتمع الرعاع وحده، إنما تطال المستويات الاجتماعية جميعها، لتبلغ أعلاها، فتجرف معها جميع النخب المختلفة، من الحكّام والمسؤولين والإداريين والتربويين وأهل العلم والمعرفة والثقافة، ويتعاملون بها في أعمالهم الرسمية، ويبثونها في وسائل شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام، حتى يعتقد المتلقى البسيط أنها أمورٌ طبيعية يتعاطاها نظراؤهم في مختلف البلدان.

يقول:- الفيلسوف الفرنسي فولتير: عندما يشرع الرعاع في التفكير يتلف كل شيء.

لا بد لأساليب الرعاع في العمل السياسي العام أن ترتبط مباشرة بوسائل المراقبة والتخويف والترهيب والقمع والملاحقة والاقتصاص وتكميم الأفواه، فهي أساليب لا تحتمل الاعتراض أو النقاش أو الاحتجاج، ولا تقبل إلا التهليل والترويج والهتاف، وكل ما يؤكّد الطاعة والولاء والمبايعة المطلقة، لذلك من الضروري وجود جماعات وفِرق من المطبلين والمهللين وأبواق المنافقين والقوالين الذين يُغالون في إظهار ولائهم من خلال استنباط مصطلحاتٍ وشعارات وألقاب وعباراتٍ جديدة لم يعهدها الناس من قبل. وساعدهم ذلك انتشار شبكات التواصل الاجتماعي بأنهم مصلحين في داخل مجتمعهم وان الحياه لا تسير إلا بوجودهم

الرعاع يميلون ميلاً لا محدودًا نحو الفسوق والتفسخ والتخريب والأذى والتجريح النفسي والعاطفي والأخلاقي للآخرين. والكثيرون منهم يقتاتون على هذا ويكافحون من أجل نشره وتعميمه. إنهم أتباع من قادوا بلادهم الى الافلاس والضياع

الرعاع

هم من فضلوا ان يكونوا ضباع

دنيئة على أن يكونوا في اقدام السباع

الرعاع

هم من لهم على الوطن حق انتفاع…!!

محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري متخصص في علم الجغرافيا السياسية ،،

saadadham976@gmail.com

شارك على :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023