قصة الملك الذي رهن سبتة ومليلة مقابل دراجة هوائية !!

قصة الملك الذي رهن سبتة ومليلة مقابل دراجة هوائية !!

في عام 1894  تولى  الملك عبد العزيز بن الحسن العلوي حكم المغرب في سن مبكرة ( 14 عاماً ) وأمضى سنوات حكمه في اللعب واللهو والإسراف في إقتناء أحدث الاختراعات الأوروبية، ومبعدا عن الحياة السياسية بفعل نفوذ والدته (تركية الأصل) ووصاية حاجبه القوي أحمد بنموسى “باحماد “.

بعد وفاة الرجل القوي الحاجب باحماد (1900) وجد الملك نفسه في مواجهة تدابير الدولة بلا خبرة أو معرفة بشؤون الحكم، وقد أحاط به الأصدقاء والمقربون والمتملقون عديمو الكفاءة، فأخدت موارد المملكة المالية في النضوب، فتواترت حركات العصيان وتوالت الاحتجاجات الشعبية إضافة لسنوات القحط وتزايدت  الضغوط الأجنبية مع إفلاس الخزينة العامة.

فقرر الملك الزيادة في الجباية فابتدع ضريبة “الترتيب” لكنها لم تساعد في تخليص المملكة من أزماتها المتتالية التي كانت تلتهم البلاد والعباد إضافة لنفقات الملك الخاصة ورغباته الطائشة، حيث كان الملك الشاب ينفق أموالا طائلة  لجلب آخر الاختراعات الغربية من ألعاب وسيارات وكاميرات ودرجات هوائية وكل مايثير فضوله وشغفه، حتى أنه أمر بتحويل ساحات قصوره إلى فضاءات للألعاب والحركات الاستعراضية، وبعدما ملّ من قيادة الدرجات الهوائية والنارية انتقل للسيارات والمناطيد ثم كاميرات التصوير (بلغت قيمتها 30 مليون فرنك بين سنتي 1900 و 1903).

اقترض الملك المزيد والمزيد من الأموال من الدول الغربية بفوائد مرتفعة جداً وانتهى به الأمر إلى عدم مقدرته على تسديدها وتدهور حال البلاد والعباد. ليتم عزله عام 1908 ويتولى اخوه الملك عبد الحفيظ الحكم، واشترطت الدول الأوروبية اعترافها به، الإقرار بديون أخيه المعزول وفوائدها ولمقررات اتفاق “الجزيرة الخضراء”:

-تقرير مصير المغرب كمستعمرة أوروبية بين فرنسا واسبانيا بمشاركة 12 دولة أوروبية وشارك الرئيس الأمريكي روزفلت كوسيط فيه، مع وضع شروط إضافية أهمها إعلان صريح من الملك يقرأ على جميع منابر المساجد يعلن فيه تخليه عن الجهاد .

كما أجبرت فرنسا الملك على تقديم تنازلات مُجحفة وتوقيع معاهدات مذلّة مقابل خفض الديون على سبيل المثال:

-بناء قاعدة عسكرية فرنسية في الرباط.

-ارباح الفوسفاط تذهب لفرنسا والباقي للملك وان كل مؤسسات التسيير تكون فرنسية.

-إنشاء بنك مخزني تحت إشراف فرنسا مرهون بمجموع مداخيل بيت المال، ومن مهامه:

1- تحديد مقدار معين ومحدود من الدخل المغربي لإنفاقه على المغرب وماتبقى يذهب لدول الاستعمار.

2- تأسيس بنك مركزي لإدارة شؤون المغرب المالية تديره دول الاستعمار .

3- سيطرة دول الاستعمار على موانيء البلاد وفرض تعريفات جمركية تذهب عوائدها اليها ..

هذا بالإضافة إلى استمرار سيطرة إسبانيا على سبتة ومليلة الساحلية وعدم المطالبة بها ..

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023