كتب الأستاذ محمد الحبيب الأسود: إلى الساقطين على طريق الحق، ويتعللون بـ”تلك هي إكراهات السياسة”

كتب الأستاذ محمد الحبيب الأسود: إلى الساقطين على طريق الحق، ويتعللون بـ”تلك هي إكراهات السياسة”

الثبات على الدين والمبادئ، أقوى عندي من إكراهات السياسة، أسوة بنبي الهدى والرحمة
قولي هذا، حجة عليكم بأنكم أفسدتم ولم تصلحوا، وأخذتكم العزة بالإثم وأنتم تعلمون

في كل سقطة لكم تتعللون بـ”تلك هي إكراهات السياسية” و”التمس لأخيك عذرا”… وتعددت سقطاتكم، فتجاوزتم حدود الله، واستبحتم الرعي في حمى الآخرين، ونلتم من أعراض الناس، وخنتم العهود، وكثر كذبكم حتى صرتم تنعتون عند الناس بالكذابين والمخاتلين والمنافقين، وتعاملتم مع الدولة بمنطق الغنيمة والمحسوبية والمحاباة، وجعلتم من ولائكم للجماعة في الخارج أولوية على ولائكم لتونس، فأسأتم لهذا الوطن أرضا وشعبا وسيادة… والحال أنكم تدّعون بأن مرجعيتكم إسلامية… فأي إكراهات وأي عذر لكم يجعلكم تطلقون الوعود في الصباح، ثم تنقضونها في المساء بشكل بواح وفاضح… وأي إكراهات تجعلكم تسندون المناصب لغير الأكفاء، تحت عنوان التعويض عن سنوات الحرمان… وأي إكراهات وأي عذر لكم عند الله، يبرر لكم ولاءكم لليهود الصهاينة، وما أبديتموه لهم من ود وترحاب وعناق وقبل وتكريم… عن النبي عليه الصلاة والسلام “أوثق عُرى الإيمان: الموالاة في الله، والمُعاداة في الله، والحب في الله”، حديث رواه عبد الله بن عباس وابن مسعود والبراء بن عازب، وورد في صحيح الجامع للألباني، وحكمه صحيح… فأين أنتم من هذا الحديث… “والله لا يحب الفساد” (البقرة) “واللَّه لا يحب المفسدين” (المائدة)، أين أنتم من هذه الآيات في تحالفكم مع الفاسدين، وأي إكراهات تجعلكم ترمون وراء ظهوركم كلام الله… أين أنتم مما ورد في الصحيحين عن عائشة “ما خُيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرَهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعدَ الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، إلا أن تُنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها”، وأنتم قد آثرتم الإنتقام لأنفسكم، وارتكاب الآثام تجاه خصومكم وتجاه من يسدي لكم النصيحة، وسكتم تجاه التعدي على حرمات الله، فأظهرتم من الخيانة والتآمر والسفالة ما يستنكره الصالحون من المسلمين… إن الثبات على الدين والمبادئ، أقوى عندي من إكراهات السياسة، أسوة بنبي الهدى والرحمة، فقد خُيّر، عليه الصلاة والسلام، بين السلطة وإكراهاتها، أو الإلتزام بدعوة الإسلام وابتلاءاتها، فاختار الإبتلاء في سبيل دعوة التوحيد والسلام، ومناصرة المستضعفين… أخاطبكم بهذا المنطق على اعتبار أنكم تدّعون الإسلامية، ولكن والحال أنكم أسقطتم هذه المرجعية، وادعيتم الإنتماء خذلانا وكذبا للديمقراطية وللمبادئ الكونية، فإن قولي هذا ونصحي لكم، هو حجة لي عند الديان الحي الذي لا يموت، بأنني لم أكن شيطانا أخرسا، كما لم أخرس أبدا من قبل ولا من بعد عند السلطان الجائر، وفي وجه من يفسد على الناس دينهم ودنياهم، وحجة عليكم بأنكم أفسدتم ولم تصلحوا، وأخذتكم العزة بالإثم وأنتم تعلمون.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023