كتب الأستاذ محمد زهير حمدي: من وحي يوم العودة (15ماي/ آيار) المقاومة طريق العودة

بعد هذه التجربة الممتدة لعقود أعتبر أن الموقف الأكثر نقاوة ووضوحا من الصراع العربي الصهيوني هو الموقف القومي التقدمي. ومن المفروض أن لا تكون هذه المسألة موضع خلاف أبدا بين مكونات كافة الفصائل القومية.

أعتبر أيضا أن قضية فلسطين هي التي بلورت وعينا القومي وهي علة وجودنا كتيار وكحزب ورثنا ذلك عقيدة من كبار منظري تجاربنا ورموزنا القادة المؤسسين وعلى رأسهم الشهيد الرمز محمد براهمي الذي كان مسكونا بحب فلسطين.

من هؤلاء تعلمنا ان هناك غزوا صهيونيا يستهدف أجزاء من الوطن العربي ليصبح موجها ضد كل الامة العربية.

هذا الغزو يتناقض مع وجودنا القومي وعدوانا عليه ويقضي على اي امل في قيام حياة أفضل على الأرض العربية مما يجعل من هزيمة اسرائيل وتصفية الصهيونية العالمية هي جوهر الكفاح القومي.

لذلك تعلمنا أن تحرير فلسطين أحد المهمات الأساسية لحركة النضال القومي وجزء من معركة التحرر العربي.

هذا يرتب على القوى القومية جملة من الالتزامات حتى تكون المآلات من جنس البدايات وينسجم التنظير مع الموقف السياسي والممارسة الميدانية:

دعم المقاومة بكافة أشكالها ضد العدو الرئيسي لأمتنا ولو كانت هناك تناقضات مع بعض فصائلها.

وعليه لا يجوز تحت أي ظرف إثارة صراعات او معارك مع قوى المقاومة إذ لن يستفيد من ذلك الا العدو وحلفاؤه.

إن الوقوف موقفا عدائيا، دعائيا، او حركيا، ضد أي قوة مقاتلة، أو مشتبكة، او مجابهة عسكريا أو فكريا أو سياسيا للعدو او حلفائه، خطأ تكتيكي مدمر في هذه المرحلة….

وتبذل كل محاولة لتنمية أسباب التعاون وتوثيق التحالف وتصفية أسباب الخلاف على رأي الدكتور عصمت سيف الدولة.

بإختصار فإن التخلي عن خيار دعم المقاومة في مواجهة القوى المعادية وحمايتها من كل محاولات الاضعاف او التصفية ينزع الشرعية والمشروعية عن أي فرد او تنظيم ولو رفع كل شعارات الدنيا.

الأمين العام للتيار الشعبي

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023