كتب د. الهذيلي منصر عن هوية الحكومة وجمهور الأحزاب وظاهرة قيس سعيد

كتب د. الهذيلي منصر عن هوية الحكومة وجمهور الأحزاب وظاهرة قيس سعيد

حكومة بدون هويّة؟ هل القصد أنّ الحكومات التي سبقت امتلكت هويّة؟ هي الاحزاب التي يُفترض أن تمنح الحكومة هويّة بدون هويّة إلا اذا قدّرنا انّ حسابات الأحزاب وتمكّنها من المواقع يوفّران هويّة تتبرّع بها للحكومة. كلام فارغ. جمهور الأحزاب، وإن كانت مؤسسات سبر الأراء لا تعلن عن ذلك، قلّة قليلة لا يعتدّ بها. كم عدد المتخرطين في كلّ الأحزاب؟ عشرات الاف ليس أكثر ولا يعني التصويت لأحزاب فرط ثقة فيها ورهان عليها. كلّ المسار فاشل وجلّ الذين يتجنبون الحديث عن هذا الفشل من المتحزبين أو من الذين يخشون أن يُعيد هذا الفشل الإستبداد. سبب الفشل معلوم: كلّ الطبقة السياسية دون المجتمع ودينامياته وأزماته وانتظاراته. هي دون ذلك جبنا او عجزا أو تقاعسا أو جهلا. حديث الأحزاب حديث دولة ولكن ممارساتها ممارسات دكاكين وعصابات وأكثر من ذلك هي ظلّ أطراف خارجية بأقنعة تونسية. الجيّد في ظاهرة قيس سعيّد أنّها تأخذنا جميعا إلى إنسداد لا حلّ له غير إعادة التأسيس والبناء. الخراب ليس سيئا بالضرورة. يمكن للهدم أن يكون شرط البناء وفاتحته. أحزاب ما دون الدّولة وما دون المجتمع لا خير فيها وهي لا ترى الخير إلا بها وفيها. يبطى برشة.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023