كتب محمد عبد الله: انتصار آخر لإيران

كتب محمد عبد الله: انتصار آخر لإيران

في ظل الإصرار الأمريكي المتزايد على تطويق إيران، ومع الزخم الكبير الذي حاولت امريكا أن تصنعه لمؤتمر وارسو الذي ولد ميتا ولم تنفع كل محاولات انعاشه، ومع سعي بعض العرب للعزف على نعمة يرددها الصهاينة بأن إيران تشكل خطراً على الأمن القومي العربي، في ظل هذه السياسة الأمريكية الواضحة تجاه العلاقة مع إيران يحل الشيخ حسن روحاني ضيفا عزيزا على أشقائه وجيرانه العراقيين ويحظي باستقبال كبير في بغداد ويلتقي الرؤساء الثلاث – رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ويتطرق الرؤساء الثلاثة مع ضيفهم الى المشتركات الكبيرة بينهم ويشكرون إيران على مساعدتها العراق في حربها على الإرهاب وهزيمة داعش وانهاء تهديدها، وهذه الزيارة للرئيس روحاني معلن عنها منذ أكثر من شهر وهذا يعني قوة العلاقة ومتانتها، وهي الزيارة التي تمت في وضح النهار وستستمر ثلاثة أيام يتم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات المختلفة لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين وخيرهما .
الرئيس روحاني اصطحب معه الى العراق وفدا سياسيا واقتصاديا كبيرا وستناقش الزيارة عددا من المشاريع الحيوية الشعبين منها مثلا اكمال الربط بين البلدين عبر السكك الحديدية وتوقيع عشرات الاتفاقات الاقتصادية والأمنية والثقافية، وقد حل ببغداد قبل يومين وزير الخارجية الإيراني السيد محمد جواد ظريف ليمهد لزيارة الشيخ روحاني مما أوضح الفشل الكبير للسياسة الأمريكية لمحاصرة إيران وتطويقها .
مع هذا النجاح الظاهر لسياسة إيران في العراق والمنطقة يتضح اضمحلال الدور الأمريكي والفشل الكبير الذي منيت به سياسة ترامب وإدارته، وبعد أن استعرضنا زيارة الرئيس الإيراني من حيث الشكل دعونا نلقي نظرة خاطفة على زيارة الرئيس ترامب الى العراق .
ظهر ترامب في صورة الشخص غير المرحب به في العراق إذ لم تستجب الرئاسات الثلاثة لدعوته أن يلتقيها في قاعدته العسكرية في عين الأسد بمنطقة الرمادي غرب العراق التي جاءها سرا وفي جنح الظلام خلسة وسط سرب من الطائرات الحربية ولم تتجاوز زيارته الا ساعات محدودة ولم يتم الإعلان عنها إلا بعد مغادرة الرئيس ترامب للعراق مما أوضح الفارق الكبير جدا بين زيارتين لهذا البلد .
زيارة الرئيس روحاني للعراق جاءت مغايرة 100٪ لزيارة نظيره الامريكي لذات البلد وسجلت طهران انتصارا اخر يضاف الى سجل انتصاراتها الواضحة في مواجهتها مع واشنطن .

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023