كتب محمد مشرف الفقهاء: تاريخ التواطؤ التركي الصهيوني (لا يكذبنّ عليكم هؤلاء الغلمان)

كتب محمد مشرف الفقهاء: تاريخ التواطؤ التركي الصهيوني (لا يكذبنّ عليكم هؤلاء الغلمان)

أطالع على صفحات التواصل مقالات، وأشاهد فيديوهات لخطباء دعاة يكادون أن يخرجوا من جلودهم ومن الشاشات، وهم يمطروننا ببركات الاحتلال التركي، وبطولات آل عثمان في الذود عن الإسلام والمسلمين وعن دفاعهم المستميت عن فلسطين بالذات ووقوفهم شوكة كأداء في حلوق الصهاينة وأطماعهم .

من السهل أن تمر هذه الخرافات على الأميين الذين يجهلون التاريخ ويصدقون كل ما يسمعون، أما من بحث وقرأ ومحص وفكر؛ فلا يرى سوى أن الترك العثمانيين شأنهم شأن من سبقهم من ترك الديلم وترك آل بويه، الذين جعلوا من الخلفاء العباسيين العوبة بأيديهم كما قال الشاعر العربي :

خليفة في قفص***بين وصيف وبغا

يقول ما قالا له***كما تقول الببغا

ترك بني بويه هم من سلم وساعد (هلاكو) على احتلال بغداد وتدمير ما فيها من كنوز الحضارة، ليخلفهم بقايا ترك يهود الخزر السلاجقة أبناء (سلجوق بن دقاق) الذي مات ابنه الأكبر (موسى) الملقب بإسرائيل بقلعة كابل في سجن السلطان( محمود الغزنوي)، هؤلاء السلاجقة الذين بطشوا بالعرب وغيرهم، بطشا لا هوادة فيه، ومن اشهر سفاحيهم (سليمان قتلمش) الذي اباد مدنا في بلاد الشام، من ضمنها عمان ونابلس، حتى أن السكان رحبوا بالحملة الفرنجية الأولى بقيادة (غودفري) للخلاص من حكم السلاجقة.

ولم يطل الوقت حتى أطل علينا احتلال ترك آل عثمان عامي 1516 و 1517 بعد معركتي مرج دابق في سوريا والريدانية في مصر ليحكمونا 400 عاما ويقسموننا ولايات تحت المزاد العلني حسب نظام الرزنامة السنوي ويفرضون علينا بقوة الجندرمة الضرائب والتجنيد الإجباري والحفاظ على أمن الدولة بطاعة الأوامر والدعوة للسلطان حتى وصل بهم الأمر ان يفرضوا علينا أتاوة النساء بطلب زوجات ( مجاهدات نكاح ) لجنودهم؛ الذين أصابهم الانحراف والشذوذ في حامياتهم وفي قلاعهم .

عندما صدرت وثيقة صندوق استكشاف فلسطين الصهيوني في باريس عام 1827 وحددت فلسطين لتكون دولة يهودية، بدأت هجرة اليهود إليها تحت سمع وبصر آل عثمان بذريعة الحج ولكن وبعد احتلال (ابراهيم باشا) لبلاد الشام عام 1831، وضمها لدولة والده (محمد علي باشا )في مص، قام هذا بمنع الهجرة واصدر أمرا بمنح الحجاج اليهود جواز سفر أحمر يحدد مدة إقامتهم، ومن يتخلف يرمي به خارج حدود فلسطين، إلى ان قامت اوروبا وآل عثمان انفسهم باخراجه من بلاد الشام بعد تحطيم أسطوله البحري في معركة نافارينو التي وقع على اثرها اتفاقية لندن عام 1840.

بعد ذلك انتزعت فلسطين من ولاية بلاد الشام باسم سنجق القدس وتم ربطها بالسلطان ( الباب العالي ) وعادت الهجرة وشراء الأراضي على قدم وساق وإقامة المستوطنات اشهرها مستوطنة دجانيا جنوب غرب بحيرة طبريا 1872، وثم مدينة بتاح بتكفاة زمن السلطان امير المؤمنين (عبد الحميد الثاني )سنة 1885، واصبح شراء الأراضي على قدم وساق تحت مباركة الباب العالي الذي كان مدينا لبنك روتشيلد بعشرين مليون ريال عجز عن تسديها، ثم بنيت مدينة تل ابيب عام 1907 لتكون عاصمة للدولة المقبلة .

هذه هي الحقائق التي يطمسها دعاة (اردوغان الأول ) تلاميذ (يوسف القرضاوي ) وأيتام (محمد مرسي) وغلمان( داؤود اوغلوا) الذي صرح في محاضرة في عمان العام الماضي ان:” لا خلاص للعرب الا بالحج إلى أنقرة “؛ بمعنى العودة للحكم التركي وطبعا صفق له مطاياه ولطاياه .

تلك هي الحقائق التاريخية ورحم الله (ابن كلثوم) إذ يقول:

ألا لا يجهلن أحد علينا***فنجهل فوق جهل الجاهلينا

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023