كيف نتجنب انهيار دولتنا: أن يكون المسؤول هو السبّاق للتضحية

د. عادل بالكحلة |

“الأرض حبلى بالربيع وبالغنى: والجو مشحون بالقصائد والغناء:

والشمس فوق الكل تشبه شمسنا والثروة ملو الأرض والناس والبنا:

بس العصابة الأمريكاني مربعة، فوق الغلبة والديانة مضبعة”

لا مشكلة لدي في حذف 1% من رواتب موظفي القطاع العام، حتى وان كان ذلك مع للأسف، دون اعلامهم أو استشارتهم. ولا مشكلة لي في قطع الماء (أو الكهرباء) عن المستهلكين لساعات طويلة جدا في اليوم.

مشكلتي أن رئيس الدولة ليس مفروضا عليه أن يضحي مثلنا من أجل الدولة، وفي التضامن من مع أزمة الدولة التونسية. فلم يصدر قرارا رئاسيا بإنقاص 100 دينار فقط من راتبه، أو ان يجعل راتبه، في حجم راتب اخر رئيس للدولة قبل 14جانفي 2011, ولم ينقطع عن قصره الماء والكهرباء منذ لحظة انقطاعه عن منطقة قرطاج. وكذلك الأمر بالنسبة الى السادة رئيس الحكومة ووزرائه وكتاب دولته.

مشكلتي أن البرلمانيين في مجلس نواب الشعب، لم يكونوا رائدين في التضامن مع أزمة الدولة التونسية فلم ينقصوا 100 دينار مثلا من راتبهم، أولم يجعلوه في حجم راتب أخر نائب في برلمان قبل 14جانفي، وام يتنازل برلمانيونا الذين لهم راتب قار اخر (من القطاع العام أو الخاص) عن راتبهم البرلماني ما قبل 14 جانفي، أو لم يتنازل الذين لهم دار خاصة بمدينة تونس أو لهم سيارة خاصة، عن الدار “الثانية” أو السيارة التي وفرتهما لهم الدولة. ففي نهاية الأمر لا فرق بين نائب مجلس البلدي ونائب البرلمان فكلاهما مبدئيا متطوع، وليس موظفا.

مشكلتي أن أثرياء تونس لم يقدموا مبادرات تضحية تجعلهم قدوة للمجتمع ولم يبادروا الى الالتزام بالواجب الضريبي.

والأهم يا سادة إيجاد استراتيجية تنموية في الاقتصاد الاجتماعي المستقل، بعيد المدى، يشارك في نحته الجميع، وأن نلتفت الى الدول الاستقلالية والتي نجحت نسبيا في الاقتصاد الاجتماعي الاستقلالي، بعيدا عن الهيمنة الإمبريالية. و “الصديقة العظيمة” الصهيونية وحلف شمال الأطلسي، كجنوب افريقيا وأمريكا الجنوبية واسكندينافيا والصين وإيران وروسيا والجزائر.

كفانا تسولا لقطر والسعودية (اللتين ساهما في اسقاط العراق ذات سنة بقواعدها العسكرية الأمريكية وتمويليهما) والامارات والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا! كفانا تذيلا لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي وصديقة «الصديق العظيم»: إسرائيل …, رحمك الله يا شيخ امام!

«الدم هو دم  والهم هو همنا

الى حصل فيهم هناك لازم حيحصل عندنا»

 

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023