لماذا بمكن القول ان عدم ردع “إسرائيل” في سوريا والتعامل الناعم مع الرجعية اللبنانية قد اوصلا إلى إنفجار العنبر رقم (12)؟!

لماذا بمكن القول ان عدم ردع “إسرائيل” في سوريا والتعامل الناعم مع الرجعية اللبنانية قد اوصلا إلى إنفجار العنبر رقم (12)؟!

بداية لا بد من الإشارة إلى ان بعض مؤيدي محور المقاومة في المنطقة العربية لا زالوا بتعاملون مع المواقف والتكتيكات التي يتخذها المحور، او احد أطرافه المكونة، من هذه القضية او تلك من هذا الحدث او ذاك على انها مسلمات أو مقدسات لا يجوز المساس بها او إخضاعها للنقد.
فالمواقف السياسية ليست نصوصاً دينية وضعها الخالق بل هي نصوص صاغها البشر، والبشر ومهما كانت إمكاناتهم وقدراتهم الذهنية والعقلية عرضة لأن يصيبوا أو يخطئوا ولذلك فإن المطلوب من الناس الذين يحترمون عقولهم إخضاع كل شيء للنقد والتحليل.
وفي هذا الإطار فإنني أعتقد بأن عدم ردع اسرائيل في سوريا وعدم قيادة المقاومة اللبنانية للحراك الشعبي اللبناني المطالب لاجتثاث الفساد والفاسدين وسياق المال العام من البلد ومعه نظام المحاصصة الطائفي الذي خلفه الاستعمار الفرنسي لبنان كان موقفاً خاطئاً سوف يتم دفع ثمنه باهظاُ وما جرى يوم الثلاثاء الماضي هو البداية.
ولكي أضع النقاط على الحروف في هذا المجال فإن “الأنفجار العظيم” الذي وقع في مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي وسواء أكان ناجماً عن قصف صاروخي تعرض له العنبر رقم 12 الذي كان يحتوي على 2750 طناً من مادة نترات الامونيا شديدة الانفجار (وهذا المرجح) او عن طابق فساد وإهمال، فإن ما ساعد على الوصول إليه، وأقولها بمحبة، هو عدم ردع اسرائيل وامريكا في سوريا من ناحية وعدم اللجوء في اللحظة المناسبة لحسم الصراع مع الفاسدين وسراق المال العام المسؤولين عن إفقار وتجويع افقراء وكادحي لبنان من حلفاء امريكا واسرائيل في الداخل من ناحية ثانية.
ولكي أوضح اكثر ،فإذا كانت نكبة الثلاثاء الدامي في بيروت ناجمة عن قصف صاروخي إسرائيلي او امريكي او عن زرع قنبلة في العنبر رقم 12 كما قال الأحمق دونالد ترامب فإن إستباحة بيروت بهذا الشكل المهين لم تكن لتحصل لو تم ردع الشريكين الإستراتيجيات في سوريا.
أما إذا كانت ناجمة عن إهمال وفساد داخلي فإن عدم اللجوء إلى العنف الثوري في التعامل مع القوى الرجعية اللبنانية ونهبها للبلد بحجة حماية السلم الاهلي قد أوصل إلى هذه النتيجة. وهذا ليس تنظيراً بل تحليلاً.
ولكي لا يفهم من كلامي بأنني من أنصار الحرب الأهلية في لبنان فإنني لا بد من ان انوه إلى ان الحربين الاهليتين اللتين وقعنا في هذا البلد العربي عام 1958 وعام 1975 من القرن الماضي لم يكن سببهما او المبادر لهما قوى لبنان الوطنية والقومية والتقدمية بل قوى لبنان الرجعية الانعزالية والطائفية التي كان هدفها على الدوام إقامة اسرائيل ثانية في لبنان وسلخه عن محيطه العربي.
ولعل المواقف الاخيرة التي عبرت عنها قوى لبنان الرجعية بعد انفجار المرفأ وأثناء زيارة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الى بيروت يوم امس الخميس، من دعوة لتشكيل لجنة تحقيق دولية ومن عريضة وقع عليها 25 الف خائن لبناني للإنضمام الى فرنسا ووضع لبنان تحت وصاية فرنسية والأفكار التي حملها معه هذا العميل لامريكا واسرائيل وتحديداً نزع سلاح حزب الله ابتداءاً من بيروت ووصولاً الى الجنوب والبقاع لأكبر دليل ليس على ان انفجار المرفأ كان من فاعل فقط بل على ان هنالك من يريد استغلال ما جرى لاجتثاث المقاومة من لبنان والمنطقة.
في الخلاصة فإن ما اريد قوله أن انفجار العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت سوف يدخل الصراع في لبنان وعلى لبنان إلى نهاباته الفاصلة حيث سيجد وطنيو لبنان انفسهم مضطرين و مجبرين ومرغمين على مواجهة العنف الرجعي بعنف ثوري مقاوم .
وانا على يقين بان ما سيقوله سيد المقاومة اليوم في آطلالته المنتظرة سوف يقلب السحر على الساحر .

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023