مذابح الأطفال والنساء في غزة….بقلم محمد بن رقطان*

مذابح الأطفال والنساء في غزة….بقلم محمد بن رقطان*

يواصل الكيان الصهيوني النازي، عدوانه السافر على الشعب الفلسطيني الضعيف الأعزل، في القدس والضفة الغربية، ويصعد حربه الضارية المجنونة على قطاع غزة، بكامل قواته البرية والجوية والبحرية، بتأييد أمريكي غربي قوي، ود عم متواصل بالخبراء والمستشارين في الاستراتيجيات العسكرية، وبالسلاح والذخيرة والقنابل التدميرية الرهيبة، وصور التجسس التي تلتقطها الأقمار الفضائية وبالأموال، والحماية من المساءلة، ومنع تطبيق قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واستعمال حق النقض في مجلس الأمن، لعدم تمرير أي مشروع يدعو إلى هدنة حتى ولو كانت مؤقتة! ناهيكم عن الرفض المتكرر لأي دعوة لتوقيف هذه الحرب، والأفكار التي أريد أن أبلورها في هذا المنشور هي:

1_إن المتعارف عليه في الشرائع السماوية و الأعراف والمنطق السوي، وفي المواثيق والقوانين الدولية، أن الدفاع عن النفس يكون حقا مشروعا للمعتدى عليه، والعالم كله يعلم أن إسرائيل هي المعتدية، لأنها تحتل أرض فلسطين بالقوة الغاشمة، منذ أكثر من سبعين سنة، وسبق للجمعية العامة للأمم المتحدة أن أقرت تقسيمها المعروف الصادر في 29نوفمبرسنة1947 الذي منحت فيه نسبة 78 في المئة من مساحة فلسطين التاريخية لهذا الكيان الغاصب، ونسبة 22 في المئة المتبقية تبقى ملكا للشعب الفلسطيني، ورغم الإجحاف والظلم الصارخ في هذا التقسيم، فإن قيادة الشعب الفلسطيني قبلت به وبالأمر الواقع في مؤتمر أوسلو، ودخلت في مفاوضات عبثة عديمة الجدوى، دامت أكثر من ثلاثين سنة، استغلها هذا لكيان الغاصب ، في تهويد القدس، وتكريس احتلاله وتوسيعه، بقضم مساحة النسبة التابعة للفلسطينيين، وضم أجزاء واسعة منها، وزرع عشرات المستوطنات وآلاف المستوطنين فيها، وتقطيع التواصل بين المدن والقرى، بتلك المستوطنات التي هي بمثابة خلايا سرطانية في جغرافيا القدس الشرقية والضفة الغربية، والفلسطينيون، والأنظمة العربية الضعيفة المتشاكسة أيديولوجيا بين يسار ويمين، يطالبان باحترام قرارات الشرعية الدولية، والآذان صماء والاستيطان متواصل، وجيش الاحتلال يقوم يوميا بدهم البيوت وهدمها، واقتحام المدن والأحياء والمخيمات، وبالقتل والإبعاد والنفي والتهجير ، والزج بالآلاف من الرجال والشيوخ والشباب والأطفال والنساء في غياهب السجون، والمجتمع الدولي ومجلس الأمن صامتان عن عدم تطبيق القرارات المتعلقة بحق هذا الشعب في تقرير مصيره، حتى وصل الأمر مؤخرا إلى محاولة تصفية القضية الفلسطينية من خلال عملية التطبيع، ومراودة بعض العرب على التفريط في الحقوق غير القابلة للتنازل، وها هي أمريكا والكيان الصهيوني يتنكران لحق الشعب الفلسطيني في الوجود، ويدفعان سكان غزة والضفة الغربية إلى التهجير القسري، ونرى إسرائيل في حربها المسعورة الجارية تبيد الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، وتهدم المنازل والمدارس والمساجد والكنائس والمشافي، وتقوم بتجريف الشوارع والساحات، وحرمان السكان من الماء والغذاء، والدواء والكهرباء، ووسائل الاتصال، وقصف العزل الأبرياء بالطائرات الأمريكية المقاتلة والمقنبلة الأكثر تطورا وتكنولوجيا في العالم، وبأعتى الصواريخ الفتاكة الموجهة، وأضخم القابل المعدة لاختراق أعمق الحصون وأشدها صلابة، وأحدث الرادارات دقة، ومختلف الأسلحة التي لا نعرفها، حتى تجبرهم على التهجير القسري من أرضهم التي تحتلها منذ عقود، وقد مضى على هذه الحرب المدمرة شهران، ودخلت شهرها الثالث، ومازالت عملية الهدم والتدمير والإبادة الجماعية مستمرة بكل شراسة، والعالم يتفرج على جثامين أكثر من 17490شهيدبتاريخ 25جمالى1445الموافق 08ديسمبر2023في الكفان أجسامهم ممزقة ومهشمة منها 7870طفلا 6121امرأة، وأكثر من ألفي مفقود تم ردمهم تحت الأنقاض، وأكثر من 46000ألف جريح و7480مفقوداوقائمة الخسائر بكل أنواعها تعرف زيادات تتراوح مابين العشرات والمئات يوميا،وفي بعض الأحيان من ساعة إلى أخرى في اليوم الواحد،والمجتمع الدولي يتابع بصمت مطبق الأحداث، ويشاهد صور المجازر الرهيبة، وتدمير عشرات الآلاف من العمارات والبنايات بوحشية بربرية غير المسبوقة في تاريخ البشرية، وأمريكا تزود هذا الكيان النازي اللاإنساني، بالأسلحة التدميرية الفتاكة، وتسمي عدوانه السافر دفاعا عن النفس، وتصف ما تقوم به المقاومة الفلسطينية لدفع الحد الأدنى من الأذى والعدوان بما تيسر من بنادق ورشاشات، وصواريخ محلية الصنع إرهابا، وتمنع مجلس الأمن من القيام بإصدار قرار لتوقيف هذه الحرب الجهنمية،وآخر محاولة أفشلتها مشروع قرار قدمته المجموعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لمجلس الأمن الدولي كان يوم الجمعة 24جمادى الثانية1445الموافق 08نوفمبر2023 وأثناء طرحه للتصويت حصل على 13صوتا لصالحه، وامتناع مندوب بريطانيا عن التصويت،ولكن أمريكا أبطلته باستعمال حق النقض، هذا هو منطق النظام الدولي القائم،ومفهوم الشرعية الدولية في منظور أمريكا وحلفائها، وفق ما درجوا على تكريسه منذ عقود، في سياستهم ومواقفهم وتصرفاتهم.

ويصرون بهذا المنطق العبثي على أن اعدوان إسرائيل دفاعا عن النفس وما تقوم به المقاومة الفلسطينية إرهابا، ويتجاهلون عمدا المواثيق الدولية،والشرائع والأعراف والقيم الإنسانية التي تعتبر الكفاح لتحرير الأوطان ورد العدوان دفاعا مشروعا، ثم يتناقضون مع منطقهم هذا، ويسمون حرب روسيا ضد أكرانيا عدوانا سافرا، مع أن روسيا تتعرض فعلا لتحرشات واستفزازات، وحصار رهيب، ومخاطر كبرى، من طرف أمريكا وحلف الناتو، فهل هذا التناقض المفضوح ترجمة لسلوكهم المزاجي المعتاد على الكيل بمكيالين، والحكم على الأحداث والوقائع والتصرفات بالمعايير المزدوجة، أم هو منطق قانون القوة وشريعة الغاب، ومن المفارقات العجيبة والغريبة في هذا الصدد، أنهم حرضوا محكمة الجنايات الدولية على محاكمة الرئيس الروسي بعدة دعاوى سخيفة من بينها على ما أتذكر: نقل أعداد من الأطفال الأكرانيين من مواقع الحرب إلى الأراضي الروسية، حماية لهم، ولكنهم سموا ذلك سرقة، وفصلا لهؤلاء الأطفال عن والديهم ومحيطهم الأصلي، و أعدوا له ملفا قدم إلى تلك المحكمة، وتمت المحاكمة ،وأصدرت قرارا يقضي إلقاء بالقبض عليه، وجلبه للمثول أمامها هذه، رغم أن روسيا لم تلحق أي أذى بهؤلاء الأطفال،بل نقلتهم معززين مكرمين،ووفرت لهم الإقامة والحماية والعناية والرعاية، أما قادة إسرائيل فقد قتلوا في الحرب الجارية وحدها أكثر من ست آلاف طفل، وألفي طفل تم ردمهم تحت الأنقاض، والقائمة لاتزال مفتوحة، وقبل قتلهم أو ردمهم حرموهم من الغذاء والماء والدواء والكهرباء،ودمروا عليهم العمارات والمساكن ،بغض النظر عن عدد الأطفال الذين سقطوا برصاص جيش هذا الكيان خلال سبعين سنة، ومع كل هذا الإجرام يعتبرونه بكل وقاخة واستهتار، دفاعا عن النفس؛ وهي إبادة وحشية يندى لها جبين الإنسانية! وقد تابعنا ورأينا وسمعنا، بكاء الغرب على حقوق الإنسان من خلال صريحات مسؤوليه، وحملات وسائل إعلامه المنددة بضرب روسيا للبنية التحتية في أوكرانيا، كمحطات الكهرباء، والطرقات، ولكننا نراهم يلتزمون السكوت المطبق عما تقوم به إسرائيل في حربها على غزة، من قطع الكهرباء، ووسائل التواصل والماء، ومنع الغذاء، والدواء، وهدم المساكن وتجريف الساحات والشوارع،رغم أن سكوتهم هذا يضر بمصداقيتهم إن كانت لهم مصداقية أصلا في العالم، ولدى الأحرار الشرفاء من شعوبهم الذين خرجوا في مظاهرات حاشدة، ينددون بوحشية الحرب وضراوتها، وبفظاعة المجازر المرتكبة، وازدواجية المعايير، ويطالبون بتوقيف الحرب والإبادة الجماعية.

3-إن الحرب الإجرامية التي أعلنها الكيان الغاصب على الشعب الفلسطيني، منذ السابع من شهر اكتوبر 2023 قد عرت الكثير من الجوانب الخفية لقادة الغرب المخادعين، وشعاراتهم البراقة الزائفة، التي صدعوا بها رؤوسنا، واتخذوها ذريعة لتغطية جرائمهم الفظيعة التي ارتكبوها في الحروب التي أعلنوها على الشعب الأفغاني، والعراقي، والسوري، والليبي، و أظهرت طبيعتهم الحقيقية، وبرهنت على انحراف النظام الدولي العالمي الحالي، المبني على الاستبداد والهيمنة والظلم والغطرسة والابتزاز ، وقانون القوة، وأن المؤسسين له لا يعيرون أي اهتمام للمواثيق والقوانين والمعايير الدولية، ولا للشرائع والأعراف والقيم الإنسانية، ونظرا لهذه التناقضات والمفارقات العجيبة، خرجت شعوب المعمورة، على اختلاف أجناسها وألوانها ومعتقداتها ولغاتها في مظاهرات ضخمة عبر العالم بما فيه عواصم وشوارع الدول الداعمة لاسرائيل مثل: أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانبا خرجت من شدة الإحساس بالألم والشعور بالظلم التسلط على شعب ضعيف يتعرض للإبادة، تهتف بعبارات الإدانة لإسرائيل، والدول الداعمة لها، وبالمجازر البشعة التي ترتكب في حق الأطفال والنساء، وتدمير المدارس والمشافي وآلاف المساكن ، وتطالب بإيقاف هذه الحرب الإجرامية، إلا أن هتافاتها المتكررة عدة مرات، وصرخات العديد من الأحرار الشرفاء التي ارتفعت عبر العالم، لم تجد إلى حد الأذان الصاغية، الأمر الذي يجعل الإنسانية مهددة في وجودها وتعايشها وقيمها المشتركة، وهذا الوضع يفرض عل كل الدول أن تتعاون معا بجدية وصدق، على إدخال إصلاحات جذرية على النظام الدولي الحالي وجعله قادرا على حفظ الأمن والسلم الدوليين، واحترام المواثيق والقوانين والشرائع، وحقوق الإنسان، وتزويد العالم بحكامة رشيدة، ومحافل وهيئات أممية ديمقراطية ممثلة للشعوب، متحررة من نزوات الحكام، وضغوط لوبيات المال والمصالح الخاصة.

2-إن المسلمين المستهدفين من قبل النظام الدولي الحالي، مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى، بتكوين تحالف سياسي واقتصادي وثقافي، وتمتين جسور التعاون مع التكتلات الصاعدة مثل الصين وروسيا، لتشكيل نظام دولي عالمي جديد، متعدد الأقطاب ،لأن النظام الدولي الحالي المبني على أحادية القطب، طغت عليه نزعته الفردية الاستبدادية، وحب المهيمنة، والتناقضات الصارخة، وازدواجية المعايير، فأصبح غير قادر على حفظ الأمن والسلم في العالم بل صار مصدر التغذية التوترات والصراعات وعدم الاستقرار، والدفع بالعالم إلى مزيد من والحروب وصدام الحضارات.

3 -أدعو إلى الاستثمار والإنفاق بسخاء على البحث العلمي ،بتخطيط محكم، وحكامة رشيدة، من أجل التطور، وتحقيق الوثبة الحضارية الشاملة، بما فيها تحقيق الأمن الغذائي، وتصنيع السلاح، وامتلاك الرادع منه، وتوطين التكنولوجيات ذات الدقة العالية، لا بهدف الهيمنة والطغيان بل لدرء العدوان، والحيلولة دون الأطماع الخارجية في الأوطان، ونهب الثروات والمقدرات، لأن هذا السلاح هو الوسيلة الأكثر نجاعة وقدرة على حماية الأمن الوطني،والسلم الإقليمي والدولي،لأن النظام الدولي الحالي لامجال فيه للضعفاء، ووجود الكيان الصهيوني في قلب المنطقة العربية تهديد وجودي خطير ودائم، ونظرا لكون المسلمين حملة رسالة حضارية عالمية إنسانية، يحرم دينها الظلم مهما كان نوعه، ويأمر بالعدل والإحسان، ويقر مبدأ التعايش مع الناس كافة، على اختلاف أجناسهم وألوانهم، ومعتقداتهم، ولذلك لا خوف منهم إذا اكتسبوا هذا السلاح الرادع الذي يملكه الكيان الصهيوني المارق المتمرد على كل النظم والمحافل والمواثيق والقوانين الدولية، وقد هدد أحد وزرائه مؤخرا باستعمال السلاح النووي ضد الفلسطينيين في الحرب الجارية، وهذا الكيان الذي لا عهود له ولا ذمم، ولا أخلاق أو قيم تردعه، قد يستعمل هذا السلاح إذا لم يجرد منه ، وكيف يؤمن جانبه وهو مجرد من كل القيم، ولا يفهم إلا لغة القوة؟!وقد زرعته الدول الامبريالية في قلب الوطن العربي، وزودته بالأسلحة المتطورة الفتاكة،وأحاطته بالعناية والراعية والدعم والخبرة، حتي صار جيشه أقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط، ومكنته من التقنية النووية، ويقال إنه يمتلك أكثر من 200رأس نووي، ويرفض الانضمام إلى معاهدة منع انتشار السلاح النووي، ويتكتم الغرب عن البوح بما لديه من سلاح نووي يهدد أمن الشرق الأوسط والعالم. ، ولولا امتلاك إيران قوة صاروخية رادعة، لشن هذا الكيان المارق هجوما عليها منذ زمان.

4-من واجب المسلمين قادة وأنظمة، وأحزابا وتنظيمات، وعلماء وكتابا، وإعلاميين وفنانين ورياضيين و،و،و،و، وشعوبا، أن يهبوا إلى نصرة أشقائهم الفلسطينيين في هذه المحنة بكل ما يحتاجونه، كل حسب استطاعته، والمجال المتاح له، وتبقى المسؤولية الكبر ى ملقاة على عاتق الحكومات وقادة الدول، وأرى أن ما بذل من جهود منذ بدء هذه الحرب إلى حد الآن، لم يرق إلى المستوى المطلوب الذي يشكل ضغطا على أمريكا والدول التي تقف مع إسرائيل بكل ما تملك، رغم مصالحها الكبرى الموجودة في الوطن العربي، فلماذا لم تستعمل تلك المصالح بجدية ورقة ضغط لتغيير مواقف تلك الدول المنحازة انحيازا مطلقا إلى جانب إسرائيل؟! أم أن قادة المسلمين؛ والعرب منهم خاصة، لا يعرفون كيف يسمون عن خلافاتهم وحساسياتهم المفرطة المزمنة نحو بعضهم، كما يفعل قادة الغرب عادة، حتى في فترات المخاطر الداهمة لكامل المنطقة وشعوبهم جمعاء، وأتمنى ألا يكون موقفهم الضعيف الباهت في هذه المحنة السوداء ، غير متأثر بحساسية البعض منهم تجاه منظمة حماس والجهاد الإسلامي المنظمتان الأساسان في المقاومة الفلسطينية العتيدة ، وأخشى ما أخشاه أن تتكرر مع العرب هذه المرة، قصة الأسد والثيران الثلاثة الذين كانوا يعيشون مع الأسد في أجمة واحدة، فأعد حيلة للقضاء عليهم الواحد تلو الآخرة، فعرضها على اثنين منهم وطلب منهما أن يسمحا له بأكل الثور الأبيض لأن لونه براق يراه الصيادون من بعيد ويشكل خطرا عليهم فوافقاه على أكله، فانطلت عليهما حيلته وتركاه يفتك به، ثم طلب من الثور الأسود أن يتركه يأكل الثور الأصفر، لأن لونه أيضا يشكل خطرا عليهما، وانطلت عليه الحيلة ووافقه على أكله، ولما فتك به وانتهى انقض على الثور الاسود فطرحه أرضا وقال له: الآن جاء دورك، فقال له: يا هذا إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض، فأصبحت مثلا يضرب كناية عن الغفلة والسذاجة المبطنة بدوافع غير محسوبة العواقب ،وإن حرب إسرائيل على غزة والضفة الغرية حاليا، بدأت خلفيات مهندسيها و مخططيها، الشبيهة بقصة الأسد والثيران الثلاثة، تلوح في تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين، وفي مقدمتهم وزير الخارجية الأمريكي بلينكن الذي يفتخر بأنه صهيوني مثل رئيسه جو بايدن، وفي تصريحات مسؤولين صهاينة وعلى رأسهم المجرم النازي نتنياهو، وإذا سمح العرب بتحقيق تلك المخططات، فإن نتائجها ستكون-لا قدر الله- مدمرة، على الأمة العربية من الخليج إلى المحيط، فهل يستيقظ بعض السذج المغفلين من المطبعين والطامحين الجدد إلى الانضمام إليهم، قبل فوات الآوان،؟ وأدعو بإلحاح، إلى رص الصفوف، وتوحيد الجهود، وترك الحسابات الضيقة والخلفيات والضغائن، وتفويت الفرصة على المتربصين بهم جميعا، وعدم تركهم يدمرون المقاومة الفلسطينية، التي تمثل الخط الأمامي الأول للدفاع عن الأمة العربية الإسلامية، حتى لا تتردد مرة أخرى مقولة أكلت يوم أكل الثور الاسود، أو ما قالته أم أبي عبدالله الصغير حاكم غرناطة:  “ابك مثل النساء ملكا مضاعا.. لم تحافظ عليه مثل الرجال”.

فهذه وجهة نظر مواطن عربي بسيط، يتابع ما يجري على أرض غزة الصامدة، صمود الأطواد الراسخة وتتلقى آلاف الأطنان من القنابل ذات القدرات التفجيرية والتدميرية الكبيرة، آناء الليل وأطراف النهار من البر والجو والبحر، ويرى ما تبثه الشاشات الفضائية، من صور المجازر الرهيبة، لجثامين الأطفال والنساء والشيوخ، التي تجاوز ت الست عشرة الف ضحية، وعشرات الآلاف من الجرحى والمعطوبين، وأرقام كبيرة من المفقودين، وآلاف العمارات والمساكن التي سويت بالأرض، وكونت جبالا من الركام، ويرى ويسمع صرخات الأطفال الذين يتم إخراجهم مذهولين من تحت الركام ، ووجوههم ملطخة بالدماء، وأمهاتهم الناجيات من الموت يصرخن، ويحتضن أبناءهن، في مشاهد مأساوية قلما رأتها الانسانية عبر تاريخها الطويل.

إن قلبي يكاد يتفجر من شدة الغيظ والألم والحزن، على مأساة أشقائنا في غزة، والضفة الغربية والقدس، وعلى ما آل إليه حال أمتنا العربية، من بؤس ضعف وهوان على الناس، ولم أجد الألفاظ اللغوية والصور البيانية، التي أصف بها حالي وما يختلج في أعماقي من عواطف وأحاسيس ومشاعر أحس بها لكنني لا أستطع التعبير عنها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم وأختم منشوري بهذا الدعاء: “اللهم لا تجعل ولايتي لغيرك، واجعلها لك ولرسولك وللمؤمنين. وشفع في شهداء أرض الرباط فلسطين يوم القيامة”.

* شاعر وكاتب من الجزائر.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023