مسرحية في صالة القضاء الأمريكي…بقلم راتب شاهين

مسرحية في صالة القضاء الأمريكي…بقلم راتب شاهين

لم تكد تمضي أشهر قليلة على ممارسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمهامه الرسمي في البيت الأبيض، حتى انطلق مسلسل العزل ووصل إلى المحاكمة العلنية أمام وسائل الإعلام، في خطوة لا يمكن إلا التوقف والتساؤل عن أهدافها وغاياتها؟.
تساؤل يتصاعد مع العلم بحقائق بديهية، تتعلق باقتراب الولاية الرئاسية الأولى لترامب من نهايتها، مع الإشارة إلى أن الإجراءات القضائية لعزله في حال إدانة ترامب في القضايا الموجهة له، ستأخذ كل الوقت المتبقي له في الرئاسة بشكل قانوني، وربما إلى ما بعد نهايتها. وأيضاً لابد من موافقة مجلس الشيوخ صاحب كلمة الفصل بالعزل،الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري، أي إن محاولة عزل ترامب، ليس العزل غايتها بقدر محاصرة ترامب وإفقاده رصيده الداخلي.
لقد نجحت (الدولة العميقة) أي «البنتاغون والأجهزة الأمنية» وفي واجهتها الحزب الديمقراطي في هدف اتهامات ترامب وملاحقته بشبح العزل منذ البداية، وذلك بتراجع ترامب في ملفات دولية عديدة لمراوغة (الدولة العميقة) التي تظهر وكأنها تحاربه، ومنها تشديد العقوبات على روسيا وإيران وبالتراجع عن إعلانه سحب قواته الاحتلالية من سورية، وتجميد المفاوضات مع كوريا الديمقراطية ومنح «إسرائيل» ما تريده وأكثر «صفقة القرن» وإرسال المزيد من الجنود إلى الخليج. بالمختصر إبقاء الوضع على حاله، كما كان عند تسلم ترامب لمنصبه. أي إن (للدولة العميقة) اليد الطولى في الملفات الخارجية وهي تنتظر مرحلة ما بعد ترامب للبت فيها وهي مستعجلة.
وفي مسرحية القضاء الأمريكي لابد من ضحايا لم يكونوا على خريطة الاستهداف، ومنهم المنافس الديمقراطي لترامب جو بايدن في الانتخابات الرئاسية القادمة، فملف أوكرانيا الذي يحاكم ترامب عليه، هو ملف ذو حدين، فهو سيأكل من رصيد ترامب وبايدن معاً، أي إنه قد تقرر التضحية ببايدن، وهناك خاسرون من علانية المحاكمة، وهذا يشير إلى أنه في لعبة الانتخابات الرئاسية القادمة سيكون الشخص ربما غير بايدن من سيتصدر المشهد للحزب الديمقراطي, من هو؟. هذا كفيل بحرق ورقة بايدن.
ما يجري في أمريكا مسرحية علنية في صالة القضاء، هدفها مزيد من الضغط على ترامب لأهداف سياسية خارجية وثانياً من أجل الإجهاز على حملة ترامب الانتخابية داخلياً. وهذه المسرحية دليل على الخوف من أن يحصل ترامب على ولاية ثانية بالاعتماد على قاعدته الشعبية وإنجازاته الداخلية.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023