من نجاحات النظام الاسلامي في إيران

من نجاحات النظام الاسلامي في إيران

بقلم: محمد الرصافي المقداد |

طبيعي ان كل ثورة حقيقية عندما تنتصر، تتوجه إلى تحقيق استحقاقات كانت البلاد محرومة منها، كالتوجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في جميع الصناعات، وخصوصا المتعلقة بالدفاع والامن، وهذا ما كان أولوية معتبرة لدى النظاَم الإسلامي في إيران، خصوصا سنوات عسرة التزوّد بالأسلحة اثناء حرب الخليج الأولى، ونتيجة الحضر الذي سلطه الغرب عليها، ومنع تزويدها حتى بقطع غيار طائراتها العسكرية، الي جانب تلكؤ دول أخرى في بيع الأسلحة الدفاعية إليها، الأمر الذي حفز همم أبناء الثورة الإسلامية، على بذل أقصى الجهد في انشاء صناعة اسلامية للأسلحة، تكون مفتتحا لعصر قيام الإسلام نظاما ومؤسسات ومجتمعا، مضحيا من أجل العزة والكرامة، ولم يكن الأمر سهلا في بداياته، لكنه بعد ذلك تمكن بفضل العقول والسواعد  الاسلامية الإيرانية، من أن يظهر كفاءة وقدرة على النجاح والمنافسة، وتفتح مجالا واعدا للتفوق على نظرائها في العالم .

لقد وصلت الصناعات العسكرية الإيرانية اليوم مستوى، جعلها تفتكّ مكانها بين الدول الكبرى المصنعة للأسلحة الاستراتيجية، دفاعية وهجومية، كالطائرات، والصواريخ، والبوارج، والغواصات، فضلا عن الدبابات، والقنابل الذكية، والريبوتات الكاشفة للألغام والمقاتلة، وهو مستوى يثلج صدر كل مسلم، لم يتلوث عقله بمرض التعصب، ولم تحوله الطائفية المقيتة إلى جاهل بحال ايران الاسلامية، فينكرها ويعاديها تأثرا بدعايات أعدائها دون التفات إلى انها ظاهرة الإسلامية تحمل أملا حقيقيا بعودة الاسلام قويا فاعلا قائدا للعالم نحو الصلاح والهدى بعد قرون التيه والضلال، وأن هذه الظاهرة الاسلامية هي التي بشر بها الوحي، وقد برزت في بلاد فارس، والمستوى الذي وصلته ايران في مجالات علمية وتقنية عدة، وفي هذا المجال ما كان ليتحقق، لولا صدق قوم سلمان المحمدي، وكون الله معهم.

الصناعات العسكرية الإسلامية الإيرانية، أخرجت لنا تزامنا مع الذكرى الأربعين لانتصار الثورة وقيام النظام الإسلامي، غواصة متطورة تحمل اسم (فاتح) تعتبر جيلا جديدا من الغواصات الثقيلة، ثمرة جهود مضنية وجبارة، لقوى الصناعات العسكرية الايرانية، وكانت  وكالة أنباء فارس الإيرانية قد ذكرت من قبل، أن الصناعات الدفاعية الإيرانية تتابع مشروعا لتصميم وتصنيع جيل جديد من الغواصات الثقيلة بزنة 3200 طن، لتزويد القوات البحرية الإيرانية بها، ما يشكل قفزة كبيرة في مجال تصميم وتصنيع الغواصات في البلاد  ،

كشف الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأحد، النقاب عن الغواصة (فاتح) المحلية الصنع، والمزودة بصواريخ (كروز).

وبذلك تلتحق الغواصة (فاتح) بالخدمة في البحرية الإيرانية، وبالتحديد ضمن أسطول الجنوب، التابع للقوة البحرية للجيش، المنتشر في مياه الخليج وبحر عمان. 

جدير بالذكر ان ايران قبل الثورة، كانت لا تملك غواصة واحدة في أسطولها البحري، وان الغواصة (كوسج) التي عزمت حكومة الشاه شراءها من امريكا، لم تستلمها ايران بعد الثورة،  

لكنها اليوم وبفضل عناية الله بها، وجهود علمائها ومهندسيها، تمكنت من اجتياز حاجز ليس من السهل تخطيه، على الدول السائرة في طريق النمو، وتنافس الدول الكبرى صاحبة الاختراعات الحديثة والمصانع العملاقة، التي تسيطر على الإنتاج العالمي في مجال تكنولوجيا الأسلحة، وتفرض شروطها السياسية على الدول الراغبة في شراء اسلحتها.

ولولا هذه الجهود الجبارة، لكانت ايران بنظامها ومؤسساتها ومشاريعها التحررية، لقمة سائغة على مائدة الاستكبار العالمي، فتحية من القلب إلى رواد عز الإسلام في العصر الحديث، ودعاؤنا لهم بمزيد من التوفيق والنجاح، من أجل اعلاء دين الله، واعتزاز اهله، وكسبهم  قوة ومنعة.(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)

وان سألت عن سبب معاداة القوى الاستكبارية للنظام الاسلامي فاعلم أنه بسبب عقلية العلم وكسب العلم ومواكبة التطور الذي بلغته ايران تخت قيادته الرشيدة، وبسبب برامجه في مكافحة اعداء الاسلام والانسانية، وأهدافه في تحرير المستضعفين من تلك القوى الظالمة، فلا تتعجب من مواقف هؤلاء، وهم يرون تفوقا يهدد عروش هيمنتهم.

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023