نداء….فى عيد العمال  “يا عمال العرب أتحدوا”

محمود كامل الكومى |

فى الرابع والعشرين والخامس والعشرين من تشرين الثانى (نوفمبر) صدر بيان بال (بسويسرا ) 1869 يفضح الأهداف اللصوصيه للحرب التى كان يعدها الأمبرياليون – ودعا العمال فى جميع البلدان الى نضال حازم من أجل السلام وضد خطر الحرب , وأوصى البيان الأشتراكيين فى حاله نشوب الحرب بأن يستغلوا الأزمه الأقتصاديه والسياسيه التى تثيرها الحرب , لأجل النضال فى سبيل الثورة الأشتراكية.
ويأتى عيد العمال فى الأول من مايو (آيار)هذ العام 2018 والأرض العربية تشتعل بنار الحروب الداخلية والخارجية التى يسكب الجاز والنفط عليها حكام الخليج (خاصه حكام قطر والسعوديه )ليزيدوها أستعارا , وهم يهدفون من الناحية الأجتماعية بذلك القضاء على الطبقات الدنيا فى المجتمع العربى وخاصه الطبقة العاملة , حتى تظل خاضعة وخانعة لكل مايرنو اليه تجار الجاز والنفط ومشايخ الخليج , وليظلوا تروس فى عجلة الرأسمالية العربية الحليفة لقوى الرأسمالية العالمية المتوحشة .

ان الأستثمارات الخليجية التى غزت بعض بلدان الدول العربية غدت كلها بعيده عن واقع الأستثمار بمفهومه الأقتصادى الأيجابى , وصارت مشاريع ربحية واستهلاكية , ومضاربات فى البورصة ,وأنشاء بنوك تجمع المدخرات الوطنية لتحيد بها عن طريقها الصحيح نحو نمو أقتصادى فى هذه البلدان مما أدى الى تدمير لبنيتها الأقتصادية التى كانت قد نمت حينما اتخذت من الصناعه طريقا للتقدم ,,,وتقدمت قوى الرأسماليه السائرة فى ركاب الرأسمالية الغربية المتوحشة , لتدمير صناعات قامت فى مصر وبعض البلدان العربية بهدف أفقارها وتدمير طبقتها العاملة , لينتهى عصر ازدهار العمال وتقدم طبقته العامله التى دشنت لقطاع عام فى مصر قادر على أن يقود عمليه التنمية والأنتاج والأرتفاع بمستوى الدخل القومى , والذى حمى مصر أقتصاديا وتحمل أعباء حربى 1967 و 1973 .
ان رأسمالية الجاز والنفط وسمسرة السلاح الخليجية , المتحالفة والعميلة للرأسمالية المتوحشة العالمية ,تدرك جيدا أن الطبقة العاملة هى القادرة على أن تقض مضاجعها ,اذا توحدت وأستقرت أوضاعها وهى القوى الرئيسة التى يمكن لها بتماسكها ووحدتها وتوحدها على الهدف ان تقود الثورة على سارقى الثروة العربية من حكام الخليج , لذلك كان جل اهتمامها هو أشعال الحرب فى سوريا وأثاره الفتن فى مصر وغيرها من الدول التى تكونت فيها أتحادات عمال تقدمية وقومية , قادرة على ان تقود وحدة الطبقة العاملة العربية , حتى تقضى عليها وأتحاداتها التقدمية والقومية , لتنجو من لهيب ثوريتها الذى لابد وأن يمتد  الى دولهم التى تستنزف عرق عمال النفط وتسرق أرزاقهم وفائض انتاجهم , لتغدو موارد النفط تنتفخ فى جيوب حكام الخليج ليدمروا بها الطبقة العاملة والبلدان العربية التى صارت بها قواعد عماليه ثورية وقومية , تنفيذا لمخططات رأسمالية غربية .

ان مايحث فى سوريا الآن لهو أكبر دليل على ذلك – أن الحركات التى تحاول أن تفكك الدولة السورية الآن , كلها مولت من حكام آل سعود وحكام قطر , بل أن قادة هذه الحركات صاروا من كبار الرأسماليين المتعاملين مع الرأسمالية المتوحشة الغربية , وقد كونوا ثرواتهم عن طريق غسيل الأموال ونهب عرق العمال , وهو ما يوضح , لماذا أصرت الدول الرأسمالية الغربية وحكام الخليج على تمويل حركات الأسلام السياسى للوصول الى حكم دول الربيع العربى ومحاوله فرضهم بقوة السلاح والحرب والتدمير فى سوريا ؟؟!!.

كان نضال الطبقة العاملة  العربية شاهدا على قوميتها وعروبتها , فلا ينسى التاريخ النضالى لأمتنا العربية وقوف العمال فى كل أنحاء العالم العربى , مع مصر خلال العدوان الثلاثى 1956 , وهم يمتنعون عن تفريغ السفن والبضائع التى ترفع علم دول العدوان (بريطانيا وفرنسا ), ولاينسى التاريخ أيضا كيف قام العمال السوريين بقطع خطوط بترول التابلاين ليمنعوا تدفق البترول الى دول العدوان.
ان التاريخ سيظل يذكر لجمال عبد الناصر أنه القادر على بناء أول قاعدة للصناعة الثقيلة فى الشرق الأوسط , وهو من أقام العديد من القلاع الصناعية للألمنيوم والحديد والصلب ومصانع الغزل والنسيج , ومصانع الأنتاج الحربى ,وكلها غدت مأوى ملايين العمال , وصار تدريب العمال وتثقيفهم على قدم وساق ,أملا فى نهضة أقتصادية كبيرة وهو ما أدى بصادرات مصر من أنتاج عمالها أن  يغزو كافه الأسواق العربية والعديد من اسواق الغرب , وهو ما عاد على الطبقة العاملة بالرخاء , وأصبحت نسبه العمال والفلاحين فى المجالس النيابيه لاتقل عن 50%وصار العمال شركاء فى المصانع والأنتاج وغدت الطبقة العاملة المصرية مع كافه أتحادات العمال العربية  هى أمل الأمة العربية ,نحو حلمها فى تدشين السوق العربية المشتركة .

لكن الرجعية واليمين العربى يعود من جديد ليطل برأسه (ممثلا فى حكام الخليج وقوى الرأسمالية العربية, وبتحالف مع الرأسمالية الغربية المتوحشة ) ليقوم بعملية تدمير ماتم بنائه من قلاع صناعية صارت ملاذا لملايين العمال , فى عملية ممنهجة أدت الى بيع جميع شركات القطاع العام وطرد العمال منها , وأصبح الآن مصير الأمة العربية وشعوبها وعمالها يتقرر فى عواصم الدول الرأسمالية الغربية وعلى موائد المؤتمرات والبنوك الدولية ,أو فى قصور الرجعية العربية المتحالفه مع الأستعمار الرأسمالى .
فى عيد العمال اليوم الأول من مايو (آيار)2018 فان عمال الوطن العربى وطبقتهم العاملة واتحاداتهم العمالية وقواهم الوطنية والقومية والثورية مدعون الآن الى الوحدة ورفع شعار مرحلى بنداء واحد (ياعمال العرب أتحدوا ) لقيادة النضال العمالى ضد قوى اليمين الرأسمالى العربى ممثلا فى حكام الخليج وقوى الرجعية العربية والبترودولار, لينتزعوا من براثنهم كل الثروات التى نهبوها وسيطروا عليها وكل الأموال التى سلبوها ونهبوها  من شعبنا العربى وعرق عماله وفائض أنتاجهم , ان وحده العمال العرب قادرة على أن توقف الزحف الرأسمالى لشراء مصانعها بأبخس الأسعار , بل أن قدرتها فى وحدتها للوقوف مع عمال سوريا لأجهاض المؤامرة الكونية عليها .

ان الأنسان العربى وطليعته الثورية من العمال ,يجب أن يعود ليقرر بنفسه مصير أمته على الحقول الخصبة وفى المصانع التى يجب أن تستعيدها ممن سرقوها , وبالطاقات الهائلة المتفجرة بالقوى المحركه .
أن حركه العمال الواحدة هى القادرة على أن تزيل من على الأرض العربية كل تجار الجاز والنفط وحكومات مافيا رجال المال والأعمال,الذين سرقوا عرق وكفاح العمال تنفيذا لمخططات القوى الرأسمالية المتوحشة التى تدار محركات مصانعها بنهب ثروات أرضنا العربية وسرقات فائض القيمة من العمال العرب . فيا عمال العرب ………. أتحدوا .

*كاتب ومحامى – مصرى

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023