وبالمناسبة… هكذا يولد النصر…بقلم د. أسامة إسماعيل

وبالمناسبة… هكذا يولد النصر…بقلم د. أسامة إسماعيل

تمر أيام (العدوان) الصهيوني على (فلسطين) محملة بمزيد من الألم والقهر نتيجة ما لا يمكن أن يصدقه عقل ويقبله منطق من قتل وتعذيب وتدمير عبثي لكل ما هو فلسطيني.

وبالمناسبة : نقول (العدوان) لأنه عدوان سافر بكل المقاييس، كما نقول ان هذا العدوان على كل (فلسطين)، ويفترض أن نقول بأنه عدوان على الإنسانية كلها، لأنه فعليا لا يعطي أدنى اعتبار لمعنى الإنسانية.

حرب عدوان بشعة تشنها أميركا والعالم الصهيوني وليس الكيان الخبيث وحده، على الإنسانية في فلسطين…

وبالمناسبة : إن تكن اليوم قد مرت من أيامه حوالي 3 أشهر فإن ما بقي منها غير معروف ومنظور على المدى القريب، بينما العرب والأمة الإسلامية جمعاء قد جهرت بدعوة البغاء على شرف القدس إلى أجلٍ غير معلوم… ولا تحدثني – مع دعوة البغاء هذه – عن استثناءات عربية من هنا أو هناك، فليس الوقت وقت تباهي مثلما هو وقت أوجب ما فيه ان يموت المرء الحر الشريف قابضا على الجمر من أجل دينه وعرضه.

يقال – والعهدة على الراوي – أن الشعوب العربية ومعظم شعوب العالم اليوم اتفقت ولأول مرة في تاريخ البشرية، على أن ما يحدث في أرض فلسطين اليوم لا يمكن أن يكون مجرد حرب دموية غير متكافئة، حتى وإن امتلكت الفصائل الفلسطينية المقاومة سلاح الياسين 105 وصواريخ القسام وعددا من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وبالمناسبة : منذ فجر التاريخ كانت فلسطين مسرح قتال وقتل بشع، رغم كونها أرض الأنبياء والزيتون، بل لكونها كذلك كان القتل على ترابها يحمل نكهة النبوة وعطر الزيتون.

هذه الحرب العدوان التي تدور رحاها على أرض فلسطين، هي الأعنف من كل حرب عداها وسواها و إلاها…

فيها وعن أحداثها تعب الصحفيون والمراسلون والكتاب، بل أعلن البعض استسلامه وعدم رغبته في كتابة المزيد من الكلمات التي لا تلقى من العالم أذانا صاغية، وعن عدم رغبته في إلتقاط المزيد من الصور لعالم أعمى… هذا العالم الذي يملك أذانا تصغي لكنه لا يسمع، ويملك عيونا تنظر لكنها لا ترى.

وبالمناسبة : بعد أن استهدف الكيان الصهيوني قرابة 100 صحفي فلسطيني، بدأ بإدخال الصحفيين والمراسلين الأجانب الموالين لقصة “إسرائيل” بالذات مراسلي ال cnn بينهم “كلاريسا وارد” كبيرة المراسلين الدوليين، لتغطية الأحداث في فلسطين حصريا حسب رواية “الكنيست” الصهيوني، وكان إدخالهم إلى أرض فلسطين عن طريق شحنة مساعدات إماراتية… فعن أي حرب نتحدث، وعن أي إبادة تتم بمعاونة ادعياء العروبة هؤلاء!.

مجددا، هذه الحرب العدوان ليست كما تدعي أميركا والكيان الصهيوني، أنها حق مشروع دفاعا عن النفس من مجاهدي حماس أو غيرهم من فصائل المقاومة الفلسطينية، لكنها من أجل إبادة فلسطين وتمهيد الطريق لتهويد القدس وبناء الهيكل المزعوم بهيكل سليمان… وما كفر سليمان ولكن الشياطين من بني صهيون ومن والاهم من العرب كفروا.

وبالمناسبة : لقد حافظ مجاهدوا فلسطين أثناء عملية طوفان الأقصى على حياة وكرامة كل أسير مقاتل أو مدني من أسرى الكيان الصهيوني، بينما يمارس جنود ومجندات الكيان الصهيوني التافه أبشع وسائل وأساليب التعذيب وامتهان الكرامة وهتك العرض بحق الأسرى الفلسطينيين، ولا يهم أكان رجلا أو امرأة، طفلا ما يزال في المهد أو شيخا صفع يهوديا فنقض العهد… المهم فقط الهوية الفلسطينية، وليس أدل على هذا من مئات القصص التي تناقلتها وسائل الإعلام عن الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم في صفقات تبادل الأسرى من سجون الاحتلال الشيطاني أو حتى الباقين منهم هناك …

حدث ولا حرج عن أقدم أسير فلسطيني هناك، نائل البرغوثي الذي يروي أنه شهد منذ اعتقاله قبل أكثر من 40 عاماً تغيير باب زنزانته مرتين بسبب تلف الحديد…

حدث ولا حرج عن النساء الاسيرات التي من بينهن إسراء الجعابيص التي تم اعتقالها 1982م ومنذ ذلك الحين حتى موعد الإفراج عنها في صفقة تبادل الأسرى منتصف نوفمبر 2023م، كان الكيان الصهيوني قد تسبب في تشويه ملامح وجهها وجسدها وحرمناها من التعليم وشطب إسمها من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

وبالمناسبة : كل قيادات العرب والمسلمين الذين حرروا القدس من غاصبيها طيلة مراحل التاريخ، لم يثبت أنهم حين حرروا القدس وخاضوا في سبيل ذلك اعتى الحروب بمقاييس زمنهم الماضي، لم يثبت عنهم اعتداء على أسير أو حتى تغيير ملامح ومعالم الأرض، ناهيك عن ملامح وجه امرأة…

من أولئك القادة كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي حفظ له التاريخ عهدته العمرية التي جاء فيها : هذا ما أعطى عمر بن الخطاب أهل إيليا، أن لهم الأمن والأمان…

إلى آخر العهدة الشهيرة، علما أنها لم تكن كتاب أمان للمسلمين من أهل إيليا، بل للنصارى، ويقال أيضا لليهود غير المقاتلين.

ومن بين القادة المحررين للقدس، كان صلاح الدين الأيوبي الذي عرف عنه إقامة علاقات صداقة وتبادل إحترام كبير بينه وبين فيليب ملك صقلية وهو الذي جاء في زيارة لصديقه الملك صلاح الدين بعد فتح القدس، ليجد أن سكان المدينة من غير المسلمين أكثر أمانا من المسلمين انفسهم، يقيمون طقوس صلواتهم في كنائسهم ومعابدهم دون اضطهاد إسلامي يذكر، بل أن الملك صلاح الدين كان قد أمر مؤذني المدينة أن لا يرفعوا الأذان فيها ويقيموا صلواتهم دون أذان في مواعيدها المعروفة، إحتراماً لمشاعر المسيحيين.

وبالمناسبة أيضا : لم يعرف التاريخ عن محتل أقذر و أخبث من الاحتلال الصهيوني… لقد سعى إلى حفر 25 نفقا تحت المسجد الأقصى وقبة الصخرة، إعدادا لهدم جدران القدس وبناء الهيكل… مع ذلك كانت يد الله سبحانه وتعالى مع وفوق أيدي المجاهدين الفلسطينيين لحفر الإنفاق التي ارعبت الجيش الصهيوني فلم يجرؤ حتى اليوم من الاقتراب منها… كانت الفكرة ان يتم اغراق تلك الانفاق بمياه البحر، لكن نتيجة ذلك لم تكن في مصلحة المحتل، وعوضا عن فكرة اغراق الانفاق، لجأ إلى إستخدام الدروع البشرية في البحث عن المجاهدين داخلها، إذ ان استخدام الدروع البشرية من الأطفال الفلسطينيين تضمن الأمان أكثر لجنود المحتل.

وبالمناسبة : هل يعلم العرب المتخاذلون اليوم ان فلسطين ستنتصر عاجلا أو آجلا في هذه الحرب التي تخوض غمارها نيابة عنهم، لكن ليس لأنها أقوى أو أكبر، لكن لأنها تعلم أن البيت العربي اليوم ليس فيه ركن شديد لتأوي إليه… ثم لأن النصر في فلسطين هكذا يولد طوفان دم وشهادة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023