وراء كل حرب..حرب خفية !!…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

وراء كل حرب..حرب خفية !!…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

وراء كل حرب حرب خفية بالفعل. وللتذكير فإنه عندما غزت القوات الامريكية والبريطانية العراق عام 2003 ودمرت بناه التحتية بالكامل وأعادة البلاد الى العصور الحجرية بالنسبة لما كان عليه العراق دار صراع عنيف بين أمريكا وبريطانيا من وراء الكواليس وقبل ان تضع الحرب أوزارها على حصص الشركات الامريكية والبريطانية من “إعادة” إعمار العراق الذي قدرت آنذاك بمئات المليارات من الدولارات. هذا عدا عن عقود التنقيب عن البترول والتوقيع على عقود طويلة الامد هدفها نهب ثروات العراق. ولقد قامت الحكومة البريطانية آنذاك بالاحتجاج لان معظم العقود “الدسمة” ذهبت الى الشركات الامريكية عل وجه التحديد.

وعندما دمرت ليبيا عام 2011 من قبل حلف الناتو وبمباركة “الجامعة العربية” التي قبض امينها العام آنذاك ثمن بصمته على قرارات التدمير وبمشاركة عملية من قبل الطيران الاماراتي على وجه التحديد تقاتلت فرنسا وبريطانيا وإيطاليا على حصص الاستثمارات ( بمعنى الحصص في النهب) ليبيا وخاصة في مجال الطاقة من بترول وغاز وعقود “إعادة” الاعمار.

وعودة الى الوراء فلقد تناحرت دول المحور بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والانتصار على النازية آنذاك تناحرت الدول المنتصرة على الاستحواذ على العلماء الالمان وتقاسمهم فيما بينهم وطبعا كانت الحصة الاكبر لامريكا لانها كانت في موقع اكثر قوة من اية دولة اخرى آنذاك. وهنالك قصة حقيقية خبرنا بها أحد اساتذتنا عندما كنت أعمل كورس ماجيستير في بريطانيا, وهو خبير في الكيمياء الصناعية. ذكر لنا في إحدى المحاضرات عن علماء المان كانوا من حصة بريطانيا وكانوا يعملون في مصنع الماني ينتج الفينول وهي مادة كيماوية لها تطبيقات طبية الى جانب تطبيقات في المجالات العسكرية . المهم ان بريطانيا آنذاك بنت عدة مصانع لانتاج الفينول بناء على ما مرره العلماء الالمان ولكنها سرعان ما كانت تنفجر. وذكر لنا ان بريطانيا إكتشفت بعدها بكثير ان العلماء الالمان لم يمرروا المعلومات الكلية التي كانت بحوزتهم وتمنعوا عن تقديم معلومات دقيقة حول طريقة الانتاج وتصميم المصانع لهذه المادة.

قد يتساءل القارىء ولماذا هذه الحدوتة الان. هذه الحدوتة لاثبات انه بالرغم من تغير الزمان الا ان الاهداف والنوايا الاستعمارية لم تتغيير وإن تغيرت في الشكل, الا ان المضمون يبقى على ما هو مثل الفيروسات التي تتبدل وتتغير وتتمحور ولكنها تبقى مؤذية للغاية لانه لا يوجد لها مضادات مثل البكتريا التي تستطيع ان تشتريها من الصيدلية. وبالمرور على الفيروسات نصل الى ما اردنا قوله. فالاخبار تقول أن ترامب يسعى جاهدا الان لشراء علماء المان يعملون في مجال الحروب الجرثومية الذين يعملون في مجال إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا واعدا إياهم بالكثير من الاوراق الخضراء. والصراع الان يدور بين الشركات الالمانية والشركات الامريكية بهذا المجال وترامب يريد ان يشتري حق الاكتشاف لكي يحقق ربما مئات المليارات من الدولارات إذا تمكن من ذلك.

نعود ونؤكد ان المحرك والدافع الرئيسي للاقتصاد الرأسمالي هو الربح اولا…والربح ثانيا…والربح دائما.. بما يعني ان حماية الانسان والبيئة غير متواجدة في لائحة إهتمامات الدول الراسمالية وشركاتها العملاقة الاخطبوطية العابرة للقارات والتي توحد من خلالها راس المال العالمي ليزيد من استغلال الشعوب ونهب ثرواتها ومقدراتها.

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023