يبقى الشعب التونسي عظيما… بقلم الأستاذ صلاح المصري

وسيلة اعلام فلسطينية اتصلت لتسال عن السفينة الصهيونية التي منعت من الدخول الى ميناء رادس رغم محاولاتها المتكررة و رغم أن السفينة تحمل العلم التركي و ليس هناك من اثبات كونها صهيونية الا خبر نشره الموقع الصهيوني Zim الذي تتبعه السفينة ،
و بعد حوار عن تجربة المقاومة التونسية للمجتمع المدني في ملاحقة الأنشطة التطبيعية المختلفة، في قضية السياحة الدينية والقضية التي صدر فيها حكم من محكمة سوسة في مارس 2015 و قضية فيلم المرأة الخارقة في جوان 2017 و قضية ميشال بوجناح في جويلية 2017 و قضية الرياضيين في بطولة العالم التايكواندو افريل 2018 و التي صدر فيها حكم من محكمة تونس .
السؤال الثاني من الاعلامي الفلسطيني: كيف يمكن تعميم التجربة التونسية في باقي البلدان العربية حتى يصبح النضال ضد التطبيع مع العدو الصهيوني حالة عامة ؟
ان الإيمان بفلسطين و الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني و مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني يمثل خاصية أساسية للشعب التونسي،وهذه وحدها كافية لتجعله عظيما،حيث تعتبر قضية مقاومة التطبيع من اعقد القضايا في ظروفنا الحالية،
حيث يتم اعتماد التطبيع الناعم بمداخل جديدة تستعمل السياحة الدينية التي توظف القدس و المسجد الاقصى المبارك وهي أماكن تحظى بقداسة عند المسلمين و هناك رغبة صادقة في زيارتها و الصلاة فيها، و لكن الزيارة تمر عبر التعامل مع الشرطة الصهيونية و الإدارة الصهيونية،و العدو يستفيد من السياحة الدينية في تسويق نفسه دوليا و يستفيد منها في عزل الفلسطينيين عن باقي العرب و احداث شرخ عميق .و قد رفعت قضية في محكمة سوسة في مارس 2015ضد شركة سياحية ارادت تنظيم رحلة الى القدس،
و يتم اعتماد الرياضة طريقا اخر للتطبيع الناعم حيث يروجون ضرورة الفصل بين الرياضة و السياسة و يجب حسب نظر دعاة التطبيع ان تبقى الرياضة وسيلة أساسية للتواصل و التعارف و ان الزج بالقضايا السياسية يفسد الرياضة نهائيا و يخرجها عن حقيقتها الاولمبية.و قد شهد الشعب التونسي معركة طويلة في شهر افريل 2018 ضد مشاركة لاعبين صهاينة من رياضة التايكواندو في البطولة العالمية للتايكواندو التي دارت في تونس و بعدما رفعت قضية في منع دخول هؤلاء الصهاينة و رافع فيها عشرات المحامين فقد قضت محكمة تونس لفائدة مقاومة التطبيع مع العدو و منعت دخولهم إلى بلادنا،
و يعتبر الفن احد المداخل الرئيسية في عملية التطبيع حيث تعتبر الفنون جسرا معلقا سيربط بين الأمم المتناحرة و سيغلق ملفات الكراهية بين العرب و الصهاينة و لكن القوى الوطنية المقاومة في تونس قامت بدورها في المواجهة سواء عبر القضاء كما الحال في فيلم المرأة الخارقة (wander woman ) في جوان 2017 الذي صدر ضده قرار قضائي بمنع عرضه،او عبر الضغط الميداني و الاعلامي و التشهير كما حدث في قضية الصهيوني ميشال بوجناح في جويلية 2017،
و نختم بالتطبيع الاكاديمي الذي قاده عميد كلية الآداب حبيب الكزدغلي في محاولته لإقامة عرض خاص بمحرقة الهولوكوست و الذي اعترض عليه المجتمع المدني و منعه من استكمال المعرض،
ان البحث في معرفة شعب و ضبط ميزان موضوعي يسمح لنا بإصدار حكم له او عليه،مسالة ليست سهلة او بسيطة،و عمليات التشويش كبيرة للغاية،نحن نعرف انه على مستوى التجارب الطبيعية المادية فان تغيير عامل واحد يمكنه أن يغير النتائج كلها فمابالنا بالتجربة الإنسانية وهي شديدة التعقيد و كثيرة العوامل المؤثرة فيها،
لذلك اعتمدت في تقييم الشعب التونسي على موقفه من القضية الفلسطينية باعتبارها قمة المعنوية الإنسانية العالية،و الحركة ضمنها تعتمد عموما على حالة تجاوز للذات في حدودها المادية،
ان تفاعل الشعب التونسي المستمر مع قضية فلسطين و الذي يظهر في كل مناسبة بشكل يفاجئ الجميع و تسقط حسابات كبيرة و رهانات على إخراج هذه القضية من ادوات التحليل و آليات الحكم و التقييم عند الشعب :
في كل اخر جمعة من شهر رمضان تشارك فئات واسعة من الشعب التونسي في مسيرة يوم القدس العالمي و تتحمل عناء السفر في صيف حار من أجل القدس،و لو وجد الشعب تاطيرا اكبر لراينا مئات الآلاف تنزل الى الشوارع .
في 3مارس 2016 اجتمع وزراء الداخلية العرب بتونس العاصمة و اصدروا قرارا بتجريم المقاومة الوطنية اللبنانية-حزب الله-و انطلقت ردة فعل شعبية عفوية و قوية فاجءت الجميع في تونس و الوطن العربي،حيث ظن ملوك السعودية أن الحرب في سوريا اكلت من مكانة حزب الله و ان الفتنة المذهبية مسحت الانتماء التونسي الى فلسطين،لكن الشعب التونسي و منظماته الأهلية اسقطت هذا الوهم و اعادت البوصلة الى فلسطين،و دفاع التونسيين عن حزب الله انما لاجل فلسطين .
في 18فيفري 2018 و المسيرة الكبرى التي طالبت بتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني في قانون
ان فلسطين سفينة النجاة للشعب التونسي من اجل استعادة المعنوية الإنسانية و من اجل تفعيل حقيقة الكرامة باعتبارها المظهر المكتمل للمعنوية و قضية فلسطين هي الحبل الممدود من السماء لعله يصنع قوة جديدة و مختلفة عن القوة السائدة فى وطننا تونس و باقي العرب،و لعل غريزة البقاء و فطرة الكمال الإنساني قادت شعبنا العظيم الى التعلق بفلسطين.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023