“يزي ما ضحكتو”علينا أوكفاكم ضحكا على ذقوننا…بقلم النفطي حولة*

“يزي ما ضحكتو”علينا أوكفاكم ضحكا على ذقوننا…بقلم النفطي حولة*

كفاكم ضحكا على ذقوننا أيتها النخب الفاسدة. كفاكم استغباءنا و استبلاهنا أيتها النخب المارقة. هل مازلتم تتاجرون بآلامنا و جراحنا وعذاباتنا وأوجاعنا في الأزمات الماضية والراهنة؟ فهل مازلتم تستثمرون في فقرنا وجوعنا و مرضنا؟ فإلى متى وأنتم تختفون آثارنا و تتبعون خطواتنا لتضعوننا عبيدا لكم في سوق تجارتكم الكاسدة؟ وإلى متى و أنتم تدعوننا وتخطبون ودنا وتجلدوننا بخطاباتكم النارية وسط حشود حاشدة؟ و إلى متى وأنت تنادوننا وتسوقوننا كالإبل لنصرخ ونهتف ونرفع أصواتنا عاليا ضد الحاكم والحكام في تظاهراتكم ومسيراتكم وأنتم تسترقون السمع في الأيام الخوالي؟ و إلى متى و نحن نسير وراءكم ننبح كالكلاب السائبة؟
وإلى متى أيها السياسيون الكسبة والفشلة والعجزة وأنتم تستخدموننا كالقطيع في سوق الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المعقدة والمستعصية؟ وإلى متى وأنتم تبحثون عن الغنائم والولائم و تستثرون من وراء الجياع والفقراء والبؤساء والملتاع؟
و إلى متى وجبهاتكم وائتلافاتكم و ترهاتكم تنسخ بعضها البعض و تتوالى على اليمين وعلى الشمال لتلد جبهة وفتنة ومشكلة أخرى يعاني منها وطني و شعبي طيلة عشرية حاقدة؟
فهل من كانوا سببا في التدمير والتخريب والتعطيل والتنكيل والتجويع والتفقير من حكام العشرية السوداء القحلاء الجرداء العفناء العجفاء وحلفاؤهم من الكناترية والحيتان البرية والمافيا المافيوزية سيكونون جزء من الحل؟
أفليسوا هم المشكل على الدوام، و هم المعرقل على طول الدهر و الأيام، وهم من جاؤوا ليزرعوا الفتن و الناس نيام؟
أفلا يكفيكم ما فعلتم بهذا الشعب المسكين الذي مازال يئن تحت الوجع والأنين، ومازال لم ير لا عدل و لا خبز ولا أمل في اليسار ولا في اليمين، ولا فيمن يدعي الوسط ولا من يتاجر بالدين، ولا فيمن يدعي الاشتراكية والديمقراطية للعمال والكادحين، ولا فيمن يدعي الوطنية بالمزاد العلني و سط الملايين؟
أفلا يكفيكم متاجرة بآلام هذا الشعب الذي آذيتموه مرارا و تكرارا بخطاباتكم الممجوجة والمحجوجة و الممروجة؟
أفلا يكفيكم سمسرة بعذابات شعب ذاق الويلات، و تعب و ُأُرهق من الآهات والأنّات والتأوهات والتشوهات في زمن أصبح يسوده وباء الغلاء و البحث عن بضاعة مفقودة ما بين الأرض والسماء؟
أفلا يكفيكم الكذب و الدجل على شعب مسالم محب للحياة متحضر في أغلب الأوقات يتوق للحرية والكرامة والعدل و يأبى الغدر والخيانة والخديعة والمكر؟
أفلا يكفيكم وعودا زائفة قدمتموها؟ أفلا يكفيكم أحلاما كاذبة وعدتموها؟ وألا يكفيكم التلاعب بالعواطف والمشاعر؟
فهل مازال شعبي يثق في نخبة طالحة و معارضة كالحة و نقابة مزايدة؟ فهل مازال في شعبي من يصدق بالحوار وبلغة الحوار و جماعة الحوار وطالبي الحوار ولو كان صاحب الحمار؟
فعن أي عبث تبحثون؟ وعن أي حوار تريدون؟ أفلم يمتط الشيخ السلفي ذلك الحمار الذي قد على عجل؟ ليستأنس بالسلطة و تغدو له رواحا وإيابا. وتبعث فيه الروح من جديد مع شيخ الحداثيين بباريس ليستثمر في السلطة فيصبح الحاكم بربه المالك. حتى أن شيخنا الباريسي الآخر قالها قبل موته قولته الشهيرة “إذا خلا لك الجو فبيضي وفرخي” . وهكذا استقر حمار الشيخ في السلطة و لم يسقط في العقبة. وكان ما كان في مدينتنا الخضراء التي أصابها الخراب من كل الجهات. من جماعات الشيخ وحلفائه من جماعات اللصوص والعسس ومرابي الأموال. و لم تعد تونس زاهية كعادتها في سالف العهد والآوان. بل وزادت من شجنها و حزنها بمجيئ سيد الغربان. ذلك الشيخ الوقور الولهان بالكرسي ولعب الصولجان. فحطه القدر القروي في البرلمان. ليزيد النكبة على شعبي نكبة فوق كل النكبات. وسيق الشعب و البلد في لعبة السلطة والهذيان.
فهل يا دعاة الإنقاذ والحوار والانصات، تريدون أن تأخذوا و تنالوا الحسنات، باسم حشاد العظيم و بعض من الآيات؟
فحري بكم أن تحاوروا أنفسكم في دياركم و تبتعدوا عن هذه الخزعبلات، التي لم تعد تقنع حتى المنادين بها وهم كثر. كالسيل المنهمر.
فيكفيكم أيتها النخب الضائعة أنكم خدعتم شعبي في السنين الطائشة. فيكفيكم أنكم لعبتم بما فيه الكفاية. وضحكتم على شعبي باسم عناوين الإصلاح و الفلاح. ولكنكم كنتم دائما تأكلون و تقتاتون من لحمه ودمائه كالذئاب الجائعة والكاسرة. ألا يكفيكم متاجرة وسمسرة بأزمات شعب يا نخبة خاسرة.
“يزي ما ضحكتو علينا يا والله ملة فاجرة.”

* ناشط نقابي و سياسي قومي مستقل

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023