يوم القدس العالمي: من أجل تثبيت واقع المقاومة العالمية لجميع المظلومين و المضطهدين

بسم الله الرحمن الرحيم

” يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر  وأنثى  وجعلناكم شعوبا  وقبائل لتعارفوا، إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ”

يوم القدس العالمي ه ومحاولة لتثبيت مساحة مشتركة حقيقية تجمع المظلومين في العالم  وتوحّد جهودهم ضد الخطر الأكبر الذي يتهددهم جميعا، وه والخطر الامبريالي الصهيوني،  وهو معنى تسميته بيوم المواجهة بين المستضعفين  والمستكبرين.

وفي هذا المستوى يكون يوما جامعا بين مختلف الاديان والمذاهب والايديولوجيات، فالظلم والعدوان والاحتلال لا دين له كما أن العدل والمقاومة والحقوق لا دين لها.

ان يوم القدس العالمي انما تجلّ للوعد الالهي في القرآن الكريم بقيامة الناس من أجل القسط والعدل وضد الظلم والجور، وهذه القيامة تعتمد على تضحيات الجماهير وثباتها وصبرها وتهدف إلى تحقيق العدل للناس والجماهير، ويستوجب هذا البعد العالمي الواقعي جهودا حقيقية من العاملين في مسيرة يوم القدس العالمي حتى يتم تظهير عالمية العدل  والمقاومة  والحقوق، وحفظ التواصل  والانفتاح بين مختلف مكونات الأمة المقاومة.

ويوم القدس العالمي مناسبة استثنائية لتحرير الدين من قبضة تجار الدين، وتحريره من قبضة الإمبريالية العالمية التي تحاول طيلة القرون الماضية أن تقوم بعملية مسخ كامل  وتزييف شامل للحقيقة الدينية الإلهية،

حيث يختصر يوم القدس العالمي عملية الربط العميق بين العبادة  والعدالة، بين الصوم  والانتصار للمظلومين، فلا يكتمل الصوم عن الشهوات دون الصوم عن مختلف أشكال الظلم، يحاول يوم القدس العالمي استعادة المعنى البديهي للدين  والمعنى الاجتماعي اللصيق بالمحتوى الروحي، نحن نجد بيانا تأسيسيا واضحا في القرآن الكريم من سورة الماعون : ” أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدعّ اليتيم  ولا يحضّ على طعام المسكين ” المتدين حسب القران الكريم يبني مواقفه  وسلوكه دائما على قاعدة أنه عونا للمظلوم  وخصما للظالم،

وهنا نذكّر انه من مصلحة جميع الثوار  والمقاومين في العالم  ومن مصلحة البشرية كلها، من مصلحتهم تحرير الدين من سلطة تجار الدين، واستعادة الدين لحقيقته النبوية التي أقترنت دائما بالعدل  والقسط  ومناهضة الظلم  والطغيان،

ويوم القدس العالمي على مستوى الأمة العربية والإسلامية فه وأعظم مناسبة لتجسيد وحدة الأمة  وحسن التصرف في نقاط الاختلاف  والانقسام  والتشتت، فلا يمكن أن نلغي بشكل مطلق جوانب اختلاف او انقسام او صراع، وفي نفس الدرجة لا يمكن أن نلغي وجود نقاط  ووجود قضايا مشتركة  ومصير مشترك، ويوم القدس ه وتثبيت لدائرة المشترك  وتوسيعها، فالصوم عبادة تجمع المسلمين بشتى مذاهبهم  وفلسطين تجمع العرب  والمسلمين،

ويوم القدس العالمي يجمع عالم الشهادة بعالم الغيب، حيث يبد واليقين بانتصار المقاومة  وبأن الكيان الصهيوني الى زوال حتمي، كانت كلها في البداية أمرا صعبا  ومحالا  وخيالا، ولكن الذين جاهدوا في تلك البدايات حملوا معهم روح الإيمان  واليقين بالتكليف الشرعي  وبالمدد الغيبي فقد انتصروا  وكسروا شوكة العدو وأذلّوه مرات عديدة حتى لا نقول في مرات كثيرة،

وستكون اساءة كبيرة لهذا اليوم العالمي  وللإمام الخميني الذي أقترحه، اذا ضيقنا دائرته  وألغينا أبعاده التوحيدية تجاه الأمة  والناس عموما.

 

عن صلاح الدين المصري

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023