أردوغان وزيلينسكي … وخفي حنين…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

أردوغان وزيلينسكي … وخفي حنين…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

في اجتماع دو ل الشر في حلف الناتو الذي عقد مؤخرا في ليتوانيا كان السيد زيلينسكي مغمورًا إلى حد كبير بالكآبة والعزلة. وهذا يعود الا انه لم يحصل على ما كان يتمناه وهو الحصول على عضوية الناتو. هذا بالرغم من الأموال والأسلحة التي اغدقتها دول حلف الناتو على أوكرانيا والتي يقدرها البعض بما يزيد عن 200 مليار دولار منذ بدء الحرب الأوكرانية التي افتعلتها الولايات المتحدة وزجت معها كل دول حلف الناتو التي استنزفت مخزون أسلحتها وخزينتها.  والغضب الي أبداه المهرج زيلنسكي وصل الى حالة من الوقاحة الدبلوماسية تجاه وزير الدفاع البريطاني السيد بن والاس الذي لم يمنحه الا وقتا قصيرا موجها كلامه الى زيليسنكي قائلا إن ” اوكرانيا لديها عادة معاملة الحلفاء بما في ذلك المملكة المتحدة كما لو كانوا مستودعات أمازون مع قوائم طلبات الأسلحة”.

أن يأتي هذا القول من وزير دفاع ربما لأكثر دولة داعمة لأوكرانيا على جميع الأصعدة الى جانب الولايات المتحدة إنما يدل على تململ في أوساط دول الناتو وخاصة بعد ان اتضح في الميدان ان الهجوم المضاد للجيش الاوكراني والمرتزقة وكتائب أزوف النازية التي تقاتل الى جانبه وبالرغم مما قدمته دول حلف الناتو من أسلحة متطورة من مخزونها العسكري الاستراتيجي الى جانب التدريبات المكثفة لعناصر من الجيش الاوكراني عليها لم يحقق ما كان مرجوا به. وهنالك بعض المحللين يرون انه مع نهاية نوفمبر إذا لم يتم أي تقدم مقنع للجيش الاوكراني الذي انهك بالفعل في ساحة القتال فإن بعض الدول الأوروبية ستبدأ بالتراجع عن مواقفها وخاصة مع ازدياد الحملات الشعبية والمظاهرات التي تندد بمواقف حكوماتهم تجاه الحرب الأوكرانية والتي انعكست سلبا على الأوضاع الاقتصادية وازدياد الفقر وارتفاع جنوني بأسعار المواد الغذائية والطاقة وانخفاض مستويات المعيشة للملاين من الأوروبيين بشكل غير مسبوق.

أما الرئيس الثاني الذي وجهت له صفعة لم يكن يتوقعها على ما يبدو فهو الرئيس أردوغان المشهور بالبرجماتية الزائدة والذي يتبدل ويتغير في مواقفه كما يتبدل لون “الحرباي” بحسب لون المحيط التي تزحف به. فلقد ذهب الى اجتماع الناتو وكله أمل في ان يحصل على عضوية الاتحاد الأوروبي بعد ان وافق على قبول طلب السويد بالانضمام الى الاتحاد الأوروبي وذلك بعد أيام معدودة من حرق القران الكريم في عاصمتها من عراقي تبين ارتباطه بالموساد الإسرائيلي وكان يهدف الى إحداث فتنة مذهبية في منطقتنا وزيادة ظاهرة الإسلاموفوبيا والعنصرية تجاه المسلمين في او روبا الاخذة بالتزايد وخاصة مع نمو احزاب اليمين المتطرف وصعودها للسلطة في بعض دولها.

أردوغان الذي تحدث عن قبوله بعد خمسين عامًا ليكون عضوًا في الاتحاد الأوروبي مقابل موافقته على السويد كعضو في الناتو في الاجتماع تسلم صفعة حينما حاول مسؤولو الناتو والاتحاد الاوروبي وبذلوا جهودا مضنية ليشرحوا له أن التأهل لحلف الناتو والتأهل الى الاتحاد الاوروبي هما شيئان مختلفان تماما وهما عمليتان منفصلتين ولا يتعلق الامر بتطبيق أي آلية للتبادل. فقد اتى السيد اردوغان بفكر ” انت تسمح لي بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي وسأسمح للسويد الانضمام الى الناتو”.

كلا الانتهازي اردوغان والمهرج زيلينسكي عادا بخفي حنين.

كاتب وأكاديمي فلسطيني

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023