إلى متى ينتهك اليمن؟ (صور عن الجريمة)

بقلم: محمد الرصافي المقداد |

في صمت مريب من المجتمع الدولي، يمضي العدوان الهمجي الأمريكي الصهيوني الاعرابيّ على اليمن، متهافتا على جرائمه، مستجمعا حقده في كل يوم، ليصبّه بما أوتي من دناءة على رؤوس المدنيين، منتخبا أهدافه بينهم، غير عابئ بما سيسفر عليه، كأنما لسان حال طيران إجرامه يقول: اينما وقعت القنبلة أو الصاروخ، فهي تصبّ في صالح المخطط الرامي الى اخضاع اليمن الى مشيئة عربان الخليج، وبالتالي مشيئة أمريكا وحلفائها .

صمت أكّد لمتابعي العدوان على اليمن مرّة أخرى، أن المؤامرة عليه كبيرة، بحجم مشاركة عربية فيه، ونأي أخرى بأنفسها عنه، ودول أشاحت بسياساتها عما يجري على أرض اليمن، في تجاهل تام، وتعتيم إعلامي مطبق فرضته على شعوبها، بحيث لم يثب منهم الى رشده، ويستكشف بعده عن حقيقة الوضع في اليمن، سوى القليل من الذين حصّنوا أنفسهم من داء التضليل الاعلامي، الذي لعب بورقته المقيتة أذناب أمريكا وحلفائها من دول الغرب. .

 

 

الاعلام المضلل في الشأن اليمني، لم يترك بابا للمناورة والادّعاء الكاذب إلاّ دخله، مقدّما التحالف على اساس المنقذ لليمن، والساعي الى اعادة الامن والاستقرار له، ومقدّما المدافعين عن الغزو الهمجيّ لبلادهم، والكاشفين لأسبابه، كحركة انصار الله، والنواة الصلبة للجيش الوطني اليمني، على اساس ميليشيات، رافضة ومتمردة على حكومة المنتهية الصلاحية، للعميل عبد ربه منصور هادي، وبذلك مضت أكثر جرائم العدوان مبرّرة على ذلك النّحو. هي إذا حرب أمريكية صهيونية غربية، لم تستنكف عن كشف شركائها، حرب أشعلوها بالوكالة، وأسندوها الى أقذر عقلية، أصبح يرى بها أعراب الخليج، حيث لا انسانية معتبرة لديهم، برهنوا فيها خلال أكثر من ثلاث سنوات، أنهم مستعدون للذهاب بها الى أبعد مدى، طالما بقيت جرائمهم مسكوت عنها، ومسقطة قانونا دوليا. اليوم 2/8/2018، يضاف الى قائمة الجرائم المتكررة، التي اقدم عليها تحالف العدوان على اليمن، استهداف طيران تحالف العدوان، في غارتين غادرتين سوق السمك، وبوابة مشفى الثورة بالحديدة، أسفرتا عن استشهاد ما يزيد عن 55 شهيدا و130 جريحا، في قائمة جديدة، طالت وقائعها وكبر ميزان نتائجها، تزهق فيها الأرواح البريئة كل يوم، وفي مشاهد مأسوية تدمي القلوب، وترهق الضمائر الحية، ويأسف للحال التي وصل اليها أهلنا في اليمن، كل إنسان حر شريف، يرفض كافة أشكال الاستعباد والهيمنة عليه، مهما كان مصدرها، وكل من وعى بأن الله خلقه حرّا، لا يمكنه أن يرضى بأن يكون عبدا لغيره، وهذا حق للشعب اليمني بأكمله، لا يمكن أن يسلبه منه أحد، مهما استقوى عليه. يقصفون أحرار اليمن، لأنهم رفضوا الخضوع لعملاء الاستكبار والصهيونية، ولا تجد لآثار ذلك صدى، لدى أولئك الذين استبدلوا نصرة الحق، بالوقوف الى جانب المعتدين، بعدما كممت أفواههم حفنات المال الخليجي الفاسد، الذي عبثت به سياسات حكامهم القذرة، لتنفيذ مشاريع أعداء الامة العربية والاسلامية، الهادفة لتدمير مكتسباتنا، وحرفنا عن أهدافنا المستقبلية في التحرر من ربقة التبعيّة، ونيل الكرامة والعزة.

وليست هذه المرة الأولى، التي يقدم فيها طيران تحالف الشرّ الأمريكي الصهيوني الاعرابي، على قصف مرافق مدنيّة، فقد كاد يخرجها جميعا من الخدمة، ليضيف الى ادوات فتكه ودماره، ما سيترتب على اعماله الوحشية من قتل للمرضى، ذوي الحاجة المتكررة للعلاج والمتابعة الطبية، نتيجة لفقد المشافي والادوية، وتهديد حياة قرابة 19 مليون نسمة بالمجاعة، نتيجة الحصار المفروض على ميناء الحديدة، المتبقي الوحيد منفذا بحريا، يغاث منه وسط اليمن وشماله. ولم يعد عجبا هذا الصمت الذي لاذت به المنظمات الحقوقية الأممية والمستقلة الا من نداءات خافتة تملّكها خوف من توقف دول العدوان عن دعمها والتعامل معها، وتلك المنظمات تعيش واقعا على مساعداتها، في مقابل أن يمضي خبراؤها ومختصوها قدما، فيما يخدم مخططاتها في باب الدعاية والتشهير الكاذب، بالدول التي تعارض محور الشر الغربي، والمتابع لتقارير هيومن رايس ووتش، والمنظمة الدولية لحقوق الاسنان، ومنظمة العفو الدولية، بإمكانه أن يقف على جانب من انحياز هذه المنظمات، الى جانب الغرب، في تشويه دول بعينها، كالجمهورية الاسلامية الايرانية، واتهامها بانتهاك حقوق الانسان، والتغاضي على الانتهاكات الحقيقية لحقوق الانسان في أمريكا، وجرائمها التي لم تترك مكانا في هذا العالم، إلا نالت منه نصيبا. .

ويبدو أن قوى العدوان فقدت الأمل، في تغيير الواقع الثوري الذي فرضه الشعب اليمني، بهذا الصمود الاسطوري الذي حققه في وجه عدوان لم يرعي شيئا من قيم الدين، أو رابطة الدم أو الجوار أو الانسانية، فلم تتمالك من قصف أي هدف يتراءى لطائراتها، في استهانة واضحة بالعهود والمواثيق الدولية، لولا غض الطرف والصمت الدولي، لكانت ملفات هذه الجرائم المتكررة، مدرجة في جلسات محكمة العدل الدولية، جرائم حرب فظيعة وموثقة بالصوت والصورة. وان اليوم الذي سينتصر فيه رجال اليمن وأحراره، على هذه الهمجيّة الدّولية آت لا محالة، وهو يوم انتصار المستضعفين على المستكبرين، ويوم المظلوم القادم بثبات رجاله، سيكون أشد على الظالم، وعد على الله حقا، والله لا يخلف وعده أولياءه، ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023