اتفاق سلام أم معاهدة حرب!!؟…بقلم مريم المقداد 

اتفاق سلام أم معاهدة حرب!!؟…بقلم مريم المقداد 

اتفاق السلام او التطبيع العلني بين الامارات واسرائيل لم يكن مفاجأ باعتبار وثاقة العلاقة بينهما والتي امتدت لأكثر من عشرين سنة وازدادت تجاوبا وتناغما في العشرية الأخيرة حيث نجح الكيان الصهيوني طول تلك المدة في ترويض حكام الخليج الذين بصبصوا له صاغرين أذلاء طمعا بالوعود الكاذبة التي يعدها  الاستكبار كفخ استدراج تنفيذا لمخططاتهم الاستعمارية.

ولعل اختيار الامارات لتكون أول المطبعين للكيان الصهيوني يأتي في سياق الضرورة الملحة لتنفيذ خارطة استكبارية جديدة بعد توالي فشل سابقاتها ضد محور المقاومة ايران وحزب الله وسورية.

ولعل انهزام الجيش الذي لا يقهر في حرب لبنان في شهر تموز 2006 ، وتهاوي منظومة داعش أمام استبسال وصمود الأبطال من الحزب والجيش والحشد في كلا من العراق وسورية، جعل الكيان الصهيوني يتيقن أن ما عجز عن تحقيقه عسكريا ، أصبح سهل المنال  سياسيا فانكب على توظيف التغيرات الجيوسياسية لتحقيق أطماعه التوسعية وبناء اسرائيل الكبرى. 

وفي ظل التحولات الجيوسياسية التي اثرت في بنية النظام الاقليمي كتنافس القطبين الأمريكي والصيني في منطقة الخليج ، ودخول تركيا الحليف اللدود بأحلامه العثمانية للتموقع في مربع الكبار ، وسياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية القائمة على مبدأ العدالة والمساواة ، ونصرة الشعوب المستضعفة للتحرر من الهيمنة وتقرير مصيرها، يأتي التحالف الاماراتي الاسرائيلي مستهدفا الجمهورية الإسلامية الإيرانية الراعية الوحيدة والمدافعة المخلصة للقضية الفلسطينية والقدس والمقدسات وذلك لاعتبارات في غاية الأهمية منها : 

1- قرب الامارات من الجمهورية الإسلامية جغرافيا واطلالها على الخليج الفارسي مما يتيح للكيان الصهيوني بناء القواعد العسكرية لمراقبة ايران وتحركها العسكري والاقتصادي في المنطقة.

2- أطماع الكيان الصهيوني في الاستيلاء على الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى و أبو موسى في الخليج الفارسي لاتخاذها نقطة العمليات العسكرية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

3- ضرب السلطة الفلسطينية وافراغ القضية الفلسطينية من مضمونها العقائدي والقومي من خلال الضغط الاماراتي وعلى المقاس الاسرائيلي وامكانية فرض رجلها المدلل محمد دحلان لخلافة محمود عباس لقطع الطريق على قيادات وأقطاب فتح وحماس الذين يشكلون خطرا على الكيان الصهيوني من تولي السلطة، من جهة ، ومن جهة أخرى فإن عودة دحلان للمشهد السياسي الفلسطيني تصب في خانة التفريط فيما تبقى من الأراضي الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني الغاصب وتنفيذ بنود صفقة القرن.

وباتفاق مايسمى بالسلام مع الإمارات يكون الكيان الصهيوني قد وضع قدما في اتجاه استهداف إيران ، وتدخل الامارات مزبلة التاريخ بخيانة فلسطين والأمتين العربية والاسلامية .

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023