#القضية الفلسطينية: بين التصعيد.. والصمت المُريب..!!…بقلم محمد البراهمي

#القضية الفلسطينية: بين التصعيد.. والصمت المُريب..!!…بقلم محمد البراهمي

القضية الفلسطينية ليست قضية العرب فقط، كما أنها ليست قضية ذات دافع ديني فقط، بل هي قضية عالمية تمثل صراع سلطة وعدالة القانون الدولي مع صفقات ومصالح بعض الدول.. هناك حالة صمت غريبة وحالة عجز اشد غرابة تسيطر على المجتمع الدولى حيال المجازر المتصاعده في غزة، التي يواصل ارتكابها الجيش الاسرائيلى بدم بارد.. نستغرب حقيقة تلك السلبية واللامبالاة التى يعيشها المجتمع الدولي ، على مشاهد وتفاصيل المجازر المؤلمة التي ترتكب بدم بارد بحق الأبرياء في غزة..

ما يثير الاستغراب دوماً ذلك الصمت المريب الذي يلم بكل عدوان اسرائيلي وترى المدافعين عن حقوق الإنسان وعن حق التدخل لإنقاذ المدنيين والذي يصل إلى إنتهاكات غير مقبولة ، هذه الأصوات الحية تصمت كلها أمام بطش الآلة العسكرية الاسرائيلية .ومن الواضح أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد السلام، وما تقوم به هو منهج ثابت للعنصرية الصهيونية، لكن الضحية هم أهلنا في غزة تحت الإحتلال.. ، سلطات الإحتلال تريد فرض واقع جديد وخطير، حيث تسعى إلى تكريس عدوانها الجديد وجعلها سياسة الأمر الواقع ومحاولات إعادة صياغة الإحتلال للأراضي الفلسطينية بسياسة الإستيطان والاستيلاء على اراضي الشعب الفلسطيني ، وهذا ليس من باب المبالغة، ولكن هذا ما تنقله صراحة لغة القوة واستعراض العضلات التي تصر إسرائيل على انتهاجها منذ فترة و إلى اليوم.. للأسف الكثير من الدول العربية باتت هذه المرة شبه غائبة عن الساحة بما يحدث في غزة من أحداث وحرب وقتل لدرجة أن همومها جعلت عندها أولوياتها واهتمامها بالشأن الداخلي أكثر من الخارج وشغلتها الصراعات الداخلية عن القضية الأم و هي “القضية الفلسطينية “،

نأسف لتدهور القضية الفلسطينية من وضع سيئ إلى وضع أسوأ منه، وتزداد تعقيداً مع الأيام، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في الآونة الأخيرة.. اليوم و أكثر من أي وقت مضى القضية الفلسطينية هي أم القضايا وأن غياب الحل العادل للقضية الفلسطينية ، واستمرار المعاناة الهائلة التي يتحملها الشـعب الفلسطيني الشقيق ، والتي فاقت كل حدود التصور ، هي السبب الحقيقي في تفاقم النزاعات في الشـرق الأوسط وتعدد صورها ،
الممارسات الإسرائيلية والخروقات التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني مستمرة في تحد سافر لقواعد القانون الدولي، وتواجه فلسطين الظروف الصعبة والتحديات الجسيمة بسبب الإحتلال الإسرائيلى والممارسات العدوانية على الشعب والارض والمقدسات والحقوق، متى تستعيد الأمة العربية و الإسلامية شعورها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .. ففلسطين تتألم وفلسطين تعاني.. غزّة تستغيث .. لابد من مطالبة المجتمع الدولي بأن يعطي أولوية قصوى للتوصل إلى حل عادل للقضية وفق قواعد الشرعية الدولية ، إذ لم تعد الحلول المؤقتة أو التسويات الجزئية كافية أو مقبولة إذا أريد لهذه المنطقة أن تنعم بالأمن والاستقرار، فالإدانة أو التحذير أو الشجب أو الإعراب عن القلق البالغ أو الاستنكار العادي أو المتبوع بأشد العبارات باتت هي السمة الوحيدة المسيطرة على ردود الأفعال العربية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية و هذا لا يكفي .. كفانا شجبا، كفانا إستنكارا، كفانا إدانة، نريد وموقفا جادا لا أكثر..

وفي النهاية غزة كما العادة تقف وحيدة تصارع إنتهاكات العدو وبطشه وشغفه للقتل والدمار، وليس في اليد حيلة غير الدعاء وإحصاء عدد الشهداء..، وهذا ما يفرض على الأمة العربية و الإسلامية و المجتمع الدولي الإسراع اليوم قبل غدٍ، للضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف الجرائم والاعتداءات المستمرة تجاه الفلسطينيين في القدس وحي الشيخ جراح والمسجد الأقصى، و أن تدفع الاحتلال للتراجع عن مخططاته،
غزّة لا تنزف.. غزّة تتبرّع بالدّم لأمّة أصبحت بلا دم..!!

#الناشط السياسي

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023