النظام المصري الخانع للمشيئة الصهيو-أمريكية…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

النظام المصري الخانع للمشيئة الصهيو-أمريكية…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

السيسي ونظامه لا يتركان أية مناسبة للتأكيد على الخضوع التام للمشيئة الصهو-أمريكية وتنفيذ كل املاءاتها في المنطقة للبقاء في العرش الوهمي فاقد السيادة والإرادة السياسية للخروج من عنق الزجاجة التي شكلت وما زالت تشكل العبودية والتبعية التامة حتى وإن كان ذلك على حساب أكثر من 100 مليون من الشعب المصري وديون خارجية وصلت الى ما يقرب من 150 مليار دولار ووضع الدولة المصرية على حافة الإفلاس أو إعلانه رسميا لولا حقن الإنعاش من بعض الدول الخليجية وفتات صندوق النقد الدولي.

والجميع يعلم وإن كان لا يريد التصريح جهارة وعلنا عن الدور اللا وطني واللا عروبي واللا إنساني واللا أخلاقي الذي يلعبه هذا النظام تجاه التعامل مع أهلنا في قطاع غزة وذلك بإقفال المعبر الوحيد الذي يربط قطاع غزة بمحيطه العربي والعالم الخارجي. حيث يبقى هذا المعبر مقفلا على مدار الساعة حتى أمام طالبي العلاج في مصر او الخارج لعدم توفر العلاج لهم في قطاع غزة المحاصر الذي هو بمثابة أكبر سجن في العالم على الاطلاق ولا يتم فتحه الا في الحالات النادرة ولعدد محدود من الأيام في العام الواحد. وهذا مما يجعل أهلنا في قطاع غزة عرضة لكل أنواع الضغوطات من العدو الصهيوني الذي لا يكتفي بالعدوان العسكري المباشر بين الحين والأخر على القطاع، بل محاربة شعبنا في القطاع بتجويعه وعدم السماح للمعونات والمواد الغذائية الأساسية من الدخول بين الحين والأخر لمعاقبة أهلنا جماعيا وذلك لوقوفهم الى جانب المقاومة ظنا منه انها الطريقة المثلى لفك الترابط العضوي بين المقاومة وقاعدتها الشعبية.

واليوم نرى ان النظام المصري وأجهزة مخابراته تقوم بالضغط على المقاومة وعلى وجه التحديد حركتي حماس والجهاد الإسلامي لحضور الاجتماع المقرر عقده في القاهرة للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة الذي دعت له السلطة الفلسطينية للتباحث بالأخطار والتحديات التي تجابه القضية الفلسطينية وما يجب عمله دون ان يكون هنالك جدول أعمال واضح لهذا المؤتمر. وفي تقديري المتواضع ومن قراءة الاجتماعات المماثلة لهذا الاجتماع أن ما يعني السلطة على وجه التحديد من هذه الاجتماعات هو استرداد شيء من شرعيتها المفقودة وتحسين مكانتها المهترئة ليس فقط في أوساط الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، بل أيضا على المستوى الإقليمي والدولي. ولا داعي لتكرار ما كنا قد كتبناه سابقا عن الأسباب لذلك.

أما النظام المصري فله مصلحة كبرى من عقد مثل هذه الاجتماعات في القاهرة ومحاولة الظهور بأنه طرف إقليمي فاعل يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار وخاصة بعد التراجع الكبير في مكانة ودور مصر كدولة إقليميا ودوليا واستبدال هذا الدور لدولتين خليجيتين وهما السعودية والامارات اللتين بالمناسبة تتنافسان على موقع الريادة الإقليمية العربية.

ولسنا بصدد التأكيد على أن مصر تريد إيصال هذه الرسالة الى الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في آن واحد وخاصة ان هنالك قناعة كبيرة من ان القضية الفلسطينية كانت وما زالت الرقم الصعب في المنطقة والتي لا يمكن تجاهلها. ولذلك نرى المحاولات الحثيثة لوأد هذه القضية من قبل الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الى جانب الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية المطبعة. ولا شك ان النظام المصري يمتلك العديد من الملفات المرتبطة بهذه المحاولات بحكم علاقاته الوطيدة مع السلطة الفلسطينية الى جانب عامل الجغرافية مع قطاع غزة مما يضفي خصوصية لهذا النظام ضمن مشروع تصفية القضية الفلسطينية بما يرضي الكيان الصهيوني والولايات المتحدة. لا اريد ان يفهم من كلامي ان النظام المصري قادر على تنفيذ هذا المخطط الجهنمي. ما اردت الإشارة اليه الى ان هذا هو الدور المنوط بالنظام المصري ضمن ما يمكن تسميته إدارة الصراع بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني دون العمل على إيجاد حلول سياسية لهذا الصراع خارج إطار ومصالح الكيان الصهيوني.

وتأكيدا لهذا الدور المشين وللدلالة على عدم وجود السيادة لتي يتشدق بها هذا النظام يتبين أيضا من المقترح الذي قدمته الجزائر مؤخرا عن طريق الرئيس الجزائري تبون حيث عرض على السيسي ان الجزائر على استعداد كامل على تزويد قطاع غزة بكل ما يحتاجه من المشتقات البترولية بما فيها الديزل والسولار والبنزين والغاز دون مقابل وان الجزائر على استعداد أن تغطي كافة تكاليف النقل وكل المتطلبات اللوجيستية لذلك. وما زال السيسي يتهرب من إعطاء أي جواب او موافقة على هذا المقترح الجزائري ولا نعتقد ان جوابه هذا إن أراد ان يعطي جوابا ان يكون إيجابيا لهذا المقترح لأن هذا لن يوافق عليه الكيان الصهيوني ولا الولايات المتحدة ولا حتى النظام المصري الخانع للرغبات الصهيو-أمريكية.

 

كاتب واكاديمي فلسطيني

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023