تصاعد التوتر الليبي أمام أنظار العالم…بقلم محمد ابراهمي

تصاعد التوتر الليبي أمام أنظار العالم…بقلم محمد ابراهمي

حدة التوتر القائم في ليبيا ميدانيا و سياسيا يأخذا منحى معقدا داخليا و إقليميا ..

ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻵﻥ ﺃﺳﻮﺃ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ، ﻧﻌﻢ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻲ، فبعد ﺗﺪﺧﻞ ﺣﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ و ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ بقيت بلد يعيش إنقسام عميق نتيجة الصراعات الداخلية و تكونت عشرات المليشيات و العصابات لنهب الثروات و عمقت الأزمة مما أدت لإستفحال الفساد و تغوله نتيجة الفوضى العميقة التي تجر الاقتصاد الليبي إلى الهاوية .. و كما أدت لإنشقاق معقد حيث ﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﺣﻜﻮﻣﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ” ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ الوطني” ، ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﺩﻭﻟﻴﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ‏، ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ” ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ” ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ، ﺍﻟﻤﺪﻋﻮمة ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺣﻔﺘﺮ ..
فبعد ثماني سنوات هل هذا حلف ناتو جديد بدعم صهيو_أمريكي و تطبيع عربي لوضع ليبيا في فوضى ربما يصعب و قف نزيفها… فالتدخل العسكري في طرابلس قد يهدد إستقرار ليبيا داخليا و إقليميا و خاصة مع تزامن التقلبات السياسية في الجزائر و هشاشة الوضع السياسي الليبي بعد مسار الربيع العربي و في حد ذاته لا تزال أثاره عميقة إقليميا و داخل ليبيا .. فبعد ثمانية سنوات الشعب الليبي يحلم بدولة عصرية مدنية موحدة إلا أن عودة الصراع يدعو للقلق خاصة وانه قد يعمق الأزمة المعقدة و ينتهي بحرب أهلية و قبلية ضحيتها الشعب و يهدد الإستقرار الأمني و الإقتصادي الليبي إقليميا و دوليا ..فاﻟﻤﺸﻬﺪ ﺣﺎليا يأخذ منحى خطيرا بقوة ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻣﻊ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ المتنازعة في ليبيا و أهمهم التدخل العسكري للواء المتقاعد حفتر نحو طرابلس و الصدام مع حكومة فايز السراج و ربما بدعم خارجي لكلا الطرفين لمصالح إقتصادية ضيقة تأخذ ليبيا لنفق مظلم قد يستمر الصراع لوقت طويل ..
سؤال يطرح نفسه، لماذا تركت ليبيا مضطربة بعد تدخل حلف الناتو و إسقاط النظام الليبي و إنقسمت إلى ﺛﻼﺙ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺗﺴﻌﻰ ﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ أولهم حكومة الوفاق الوطني يديرها “فايز السراج” وهي المعترف بها دوليا ؟
فهل هذا مخطط لإبقائها ضعيفة سياسيا و لينتشر السلاح و تتصارع المليشيات المسلحة و تأججت بدخول الجماعات المتطرفة لتنشب مخالبها في ليبيا حتى تصبح تحت الطلب من صانعيها لتنفيذ مخططاتهم ..
ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺗﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ أمام أنظار العالم و التطبيع الصهيوني الأمريكي..
فاﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﻠﺪ ﺿﻌﻴﻒ، ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ و يندثر شعبها الثوري تحت ركام الفوضى و المصالح الضيقة لأجندات إنتهازية، فالأزمة الإقليمية قد ﺗﺆﺟﺞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ بدورها تهيئ لخاﺭﻃﺔ ﺟﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ جديدة تقسم ليبيا و يحتدم الصراع ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻲ لإقتسام ثرواتها و يبقى شعبها رهينة الفوضى المصطنعة،
هل تنتظر القوى الإقليمية و الدولية سقوط ليبيا في مربع الفوضى و الحرب الأهلية و تكتفي بالإستنكار و التنديد أم ستوقف النزيف و حلحلة الملف الليبي لإعادة الإستقرار الإقليمي و الدولي ؟

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023