حروب صامتة: الجرائم الأمريكية “الهادئة والمميتة” ضد إيران

حروب صامتة: الجرائم الأمريكية “الهادئة والمميتة” ضد إيران

أشار مقال نشره موقع «أنتي وور» إلى أن الولايات المتحدة لا تخوض كل حروبها بالقنابل والرصاص كما هو الحال في العراق وأفغانستان، بل إن هناك حروباً أخرى أكثر هدوءاً، لدرجة أنه يصعب سماعها خارج حدود البلدان التي تحدث فيها، كإيران، حيث تشن الولايات المتحدة حرباً طبية واقتصادية وسيبرانية ضدها.
وأوضح المقال أن فيروس كورونا يتفشى بسرعة في إيران وتزداد خطورته بفعل العقوبات الأمريكية التي تمنع طهران من اختبار الفيروس ومعالجته بشكل مناسب والتصدي لانتشاره، وعلى الرغم من مناشدات كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باتشيليت، وإيران والمجتمع الدولي، فإن الولايات المتحدة لم توقف عقوباتها ولو بشكل مؤقت، لكنها كثفتها.
وقال المقال: الحرب الاقتصادية تمثل شكلاً آخر من أشكال الحروب الهادئة، وفي حين كانت الولايات المتحدة ملزمة قانوناً بالوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، بما في ذلك إنهاء العقوبات، طالما أن إيران تحترم جميع التزاماتها كما ثبت، فقد تصرفت الولايات المتحدة بشكل غير قانوني عندما انسحبت من الاتفاق وأعادت فرض العقوبات، فمارست ضغوطاً خانقة على الإيرانيين فيما قد يشكل فعلاً عدوانياً.
وأكد المقال أن سياسة الخنق والحصار الاقتصادي الأمريكية أدخلت الاقتصاد الإيراني بركود حاد، حيث تراجع الناتج المحلي الإجمالي، وانخفض إنتاج النفط، وفقدت العملة الإيرانية 50٪ من قيمتها، وارتفع التضخم وأصبحت تكلفة المعيشة باهظة، ومن المعروف أن الحصار هو أقدم شكل من أشكال العقاب الجماعي والحرب، وإضافة كلمة «اقتصادية» إلى كلمة «حرب» لا يقلل من كونها حرباً.
وتابع المقال: إلى جانب الحرب الطبية والحرب الاقتصادية هناك الحرب السيبرانية، وقد اعترفت الولايات المتحدة بالمسؤولية المباشرة عن وابل من الهجمات السيبرانية ضد إيران، حيث أمرت واشنطن، خلال السنوات السابقة، بشن هجمات معقدة على أجهزة الكمبيوتر التي تدير منشآت التخصيب النووي الإيرانية، بواسطة فيروس «فليم» الذي يحدد ويراقب نظام أجهزة الكمبيوتر الإيرانية ويرسل معلومات استخبارية تستخدم للتحضير لحملات الحرب السيبرانية ضد إيران، وتشير التقارير الآن إلى أن «فليم» هو جزء من مشروع مشترك بين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي الأمريكية ووكالة استخبارات الإشارات الإسرائيلية المعروفة باسم الوحدة «8200»، وذلك وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

مصادر

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023