عودة إلى الأسطوانة المشروخة!…بقلم: د. تركي صقر

عودة إلى الأسطوانة المشروخة!…بقلم: د. تركي صقر

لم يعد خافياً أنه كلما ضاق الخناق حول رقبة المجموعات الإرهابية يقوم مشغلوها بالعودة إلى استخدام ورقة الكيميائي بوساطة المنظمة الإرهابية التي تسمى «الخوذ البيضاء» الجاهزة للتنفيذ وقد قدمت لها الدول الراعية للإرهاب مؤخراً ملايين الدولارات علناً لتكون عند الطلب ومعروف أنها هي التي دفعتها مرات عديدة سابقة لاستعمال المواد الكيميائية السامة ولاسيما في دوما وحلب وخان شيخون والآن بعد أن تم الكشف عن التحضيرات لمسرحية كيميائي جديدة بدأ الإرهابيون يمهدون لجرائمهم القادمة بقصف بلدات وقرى بالقذائف المحشوة بالمواد السامة كما حصل قبل أيام في قرية الرصيف في منطقة الغاب شمال غرب حماة.
وعلى الرغم من أن هذه التلفيقات أضحت مكشوفة وتمثيلية مكررة ومملة يعرفها القاصي والداني إلا أن رعاة الإرهاب مصرون على ممارستها المرة تلو الأخرى وتوجيه قذائف الموت السامة ضد المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ من أجل الادعاء لاحقاً بأن الدولة السورية «هي التي تستخدم الأسلحة الكيميائية» لتكون ذريعة لهم في حال أقدموا على عدوان جديد على سورية وهذه المرة يريدون تخفيف الضغط عن عصاباتهم الإرهابية المتكدسة في إدلب بقيادة «جبهة النصرة» وحمايتها من ضربات الجيش العربي السوري وبالتالي منع تحرير إدلب بكل الوسائل والطرق إن استطاعوا.
ومما يدعو للسخرية أن تتنطح الإدارة الأمريكية لاتهام الدولة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية في الوقت الذي تواصل فيه قصف محافظة دير الزور بالفوسفور الأبيض بعد أن دمرت مدناً وقرى سورية بما في ذلك مدينة الرقة على رؤوس سكانها بل لا تخجل حكومات فرنسا وبريطانيا وأمريكا من تكرار الأكاذيب وسوق الأباطيل ذاتها وهي تعيد اليوم الأسطوانة الكيميائية المشروخة إياها وتتوعد بخيار التدخل العسكري في سورية، في محاولة بائسة للتعويض عن إخفاق مشروعها الإرهابي وحرمان سورية من قطف ثمار انتصارات شعبها وجيشها وحلفائها في ملحمة محاربة الإرهاب.. لكن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء وأي عدوان جديد لن يكون نزهة ولن يمر من دون ثمن باهظ جداً.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023