في نظام التمثيل، لا سحب الثقة يسحب السلطة بل يموضعها ولا منح الثقة يعطي السلطة بل يموقعها…

في نظام التمثيل، لا سحب الثقة يسحب السلطة بل يموضعها ولا منح الثقة يعطي السلطة بل يموقعها…

ولذلك ستمضي تونس لا محالة إلى شيء آخر، إذا سلمت طبعا من مغامرات غير المسؤولين أمام الشعب والذين لا يسائلهم الشعب بلغة افصح.

المطلوب حجب السلطة ثم افتكاك السلطة وتسييد الشعب على إختيار من يريد للحكم على أساسها وبوجود ووجوب
قواعد القرار بين يديه لوحده أولا وأخيرا وضمان عدم خروجها عن سيادة الشعب وبالتالي عدم خروجها عن سيادة الوطن. ومحاسبة من تورط في التلاعب بسلطة لا يستحقها وبغياب قرار الشعب.

كنا من سنوات ندعو لما يمارسه اليوم حزب عبير موسى ولا نظنه على أصل هذا المنهج وإنما على خطة خلق الأزمة بنفسه وبظرف الدوافع والروافع ولوحده صورة وتعميقها ذاتيا وموضوعيا وحلها خارج أطر السلطة القائمة وحين تهالكها، وهو حجب السلطة ما كنا ندعو له.

هذه الآلية في التاريخ يقوم بها الثوريون على الطريقة الثورية وليس على طريقة تتفيه وتسقيط هذه العبارة في أيامنا هذه.

ها قد قفز بهذا التكتيك إلى المرتبة الأولى في سبر الآراء. ونحن عاجلا أم آجلا إلى انتخابات مسبقة عن اجالها وقد أفسدت أطراف الحكم كل شيء ونهائيا وتحول كل شيء “بالقوة” على المعنى الارسطي إلى تسيير شكلي وهمي ووقتي ودون أي إمكانية للفعل وبالتالي بالمعنى الفعلي ولم يعد من أي معنى لدخول وخروج غير اللعب في مساحة مسمار النعش المثبت في جسد كل السلطات وتمظهراتها الدستورية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية.

دعك الآن منها ومن حزبها. الا يقول غالبية التونسيين ان نظام الحكم الحالي لا يصلح ولا يصلح؟ ماهو المانع إذن؟
المانع غياب الإيمان الفعلي بما يدعيه هذا وذاك.

ثقوا ان الانتخابات المقبلة أيضا لن تغير شيئا وستفرز استقطابا ثنائيا حادا يكسر الوطن مهما كان من يحكم ومهما كان من يعارض ولقد انتهت لعبة الديمقراطية الشكلانية الانتخابوية تماما وسيأتي يوم ديمقراطية حكم الغالبية القاعدية الموسعة على أسس مصالح الغالبية الشعبية التي تطال الملايين لا العددية التي لا يمكن في مطلق الأحوال أن تشمل نصف من يحق لهم الانتخاب مقسمة على ألف لون ولون فما ادراك بغالبية الشعب كلها. وثقوا ان هذا الأسلوب (حجب السلطة، وفيه آليات عديدة) سيبقى لوقت طويل الأسلوب الأوحد للتغيير الجذري والثوري بحجب السلطة كليا عن نظام الحكم وارساء نظام جديد على أساس تحدثنا عنه أكثر من ألف مرة سابقا.

لقد انتهى زمان الحكم بالنيابة والوكالة وزمان السلطة على الشعب بكذبة اسمه. وانتهت صلوحية سلطة من لا يملك سلطة ولا يستحق. والحكم للمستقبل.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023