“قيصر” إخفاقٌ أمريكيٌّ آخر…بقلم وضاح عيسى

“قيصر” إخفاقٌ أمريكيٌّ آخر…بقلم وضاح عيسى

لم توقف الولايات المتحدة الأمريكية حربها الاقتصادية الوحشية على سورية منذ عقود خلت، بيد أن إرهابها الاقتصادي على الشعب السوري بدأ بالاتساع مع بداية الحرب الإرهابية على سورية والتي تقودها الولايات المتحدة ذاتها، وأخذ شكلاً جديداً سمّته “قانون قيصر” وخاصة بعد إخفاقاتها المتلاحقة في تحقيق أيّ من أهدافها العدوانية على الأرض السورية، لكنه في الحقيقة مؤشرٌ واضحٌ على فشل مخططات واشنطن ومحاولة يائسة منها لكسب أيّ شيء.. لكن هيهات.
“قيصر” كما يحلو للإدارة الأمريكية أن تسمّيه هو إجراء قديم حديث لوّحت به إدارة باراك أوباما في إطار ما سمته الخطة “ب” في حال إخفاق خطتها العدوانية “أ” في حربها الإرهابية على سورية التي شنتها التنظيمات الإرهابية بالوكالة عن واشنطن وحلفائها، ولاسيما في ظلّ الانتصارات المتلاحقة للجيش العربي السوري وحلفائه في محور مكافحة الإرهاب على القائمين بحرب الإرهاب وكالةً وأصالةً، وتمّ بالفعل إحباطه، ومعه كلّ الخطط الأمريكية الرامية “للنيل” من سورية.
إخفاق كلّ مخططات أمريكا وحلفائها في سورية دفع إدارة دونالد ترامب إلى إعادة إحياء “قيصر” بعد إجراء تعديلات عليه واستخدمته ورقة ضغط عدوانية على سورية، واتخذت حزمة من الإجراءات القسرية أحادية الجانب على نحوٍ يخالف كل قواعد حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، لعلّها تتمكن من “عزل” سورية، اقتصادياً، وسياسياً، عن محيطها والعالم، والسعي إلى “حرف” الشعب العربي السوري عن مساره المقاوم للصهيونية من خلال تجويعه بتطبيقها للإرهاب الاقتصادي والحيلولة دون النهوض بواقعه المعيشي إلى الأفضل بعدما دمّرت الحرب الإرهابية معظم مقومات بنيته الحياتية.
فإذا كانت الإدارة الأمريكية تظنّ أنها تستطيع بإرهابها الاقتصادي والعسكري -أو باستخدامها الحرب النفسية عبر بثّ الشائعات والأكاذيب- “تطويع” سورية وشعبها على نحوٍ يحقق مراميها العدوانية، فهي واهمة وغبيّة لأنها لم تقرأ الوقائع كما هي، فقد أعماها صلفها ونرجسيتها وتوحشها وبقيت في أوهامها السابقة ، إذ إنها تعتقد أنها تستطيع فعل كل ما يحلو لها، لكن من صمد نحو عقد من الزمن في وجه أعتى الحروب وأقذرها على مرّ التاريخ لن يهزمه جوع أو أيّ تصرف أرعن من أمريكا أو سواها، لمعرفته الجيدة أن كل التحرّكات الأمريكية نابعة من تكرار هزائمها، لذلك، فالشعب العربي السوري ماضٍ نحو الانتصار النهائي بخطا ثابتة وواثقة، وهو قاب قوسين أو أدنى.

waddahessa@gmail.com

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023