كتب د.الهذيلي منصر: الله، مادورو والقرضاوي

أمريكا وراء محاولة اغتيال مادورو رئيس فنزويلا المنتخب ديمقراطيا. هذا يقين. الاعلام الامريكي تحدّث عن محاولة الإغتيال قبل أن يفهم اهل فنزويلا ما الذي كان يجري. هذا في أدنى الاحوال دليل قاطع على أنّ أمريكا غير معنية بديمقراطية وبحق شعوب في تقرير مصير. هي معنية بمصالحها وتشخيصها ان مادورو بعد شافيز ضدّ لمصالحها. مادورو يعلم أنها كذلك ويعلم أكثر من ذلك. هو يعلم أنّ شرط أن تكون لفنزويلا مصالح الاول أن تصطدم بأمريكا وبمصالحها. الديمقراطية عند الامريكي “ماعون صنعة”. لا هو مؤمن بها ولا هو يضحي من أجلها. “وجه سوق” في أقصى الاحوال. هذا لا يفرض على مادورو تجاوزا للديمقراطية ببلده والذهاب الى هندسة حكم اخرى. هذا فقط يدفعه الى الحيطة وتجنب ما يغلّف عسلها من سموم أمريكية. فهم مادورو هذا ببعض نظر في تاريخ قريب وببعض ماركس. القرضاوي، بالقرآن وبتجارب تاريخية طويلة مريرة منها استعمار وزرع صهيونية وحروب ضخمة مدمرة اتت على العرب وتأتي كلّ يوم، فهم عكس ما فهم مادورو. ايه سبحانه ما أعظم شأنه. القرضاوي باع لحشود اسلامية ضخمة تعلف منذ عقود أن أمريكا ديمقراطية جدا وأنها تأتينا بالديمقراطية والخير والبركة. الحق الحق وعلى الأقلّ في هذه لكي لا نعمّم، مادورو أقرب الى الله من القرضاوي. لماذا؟ لأنه أقرب الى الحقّ والعدل. القرضاوي كتب كتابا طويلا وعريضا فصّل فيه في الحلال والحرام. لن ينفعه الكتاب كثيرا ولا أرى الكتاب ينفع مطلقا. عقود بعد عقود وقرون بعد قرون ستذكر الاجيال انّ القرضاوي هو صاحب المهانة الشهيرة: غضبة لله يا أمريكا. أصلا الله غاضب من أمريكا فكيف يكون غضبه في التاريخ بها؟ النتيجة أن القرضاوي أغضب الله من دون أن يرضي أمريكا. أمّا الديمقراطية فالله يربّح.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023