ما الذي يشي به إعلان ايران عن تعزيز الدفاعات الجوية السورية؟!

ما الذي يشي به إعلان ايران عن تعزيز الدفاعات الجوية السورية؟!

لا اريد في هذا المقالة ان اناقش كل أبعاد ودلالات إتفاقية تطوير التعاون العسكري والأمني ببين جمهورية ايران الاسلامية والجمهورية العربية السورية التي تم التوقيع عليها امس الأربعاء في دمشق من قبل رئيس هيئة الأركان الايراني اللواء محمد باقري ووزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب، فهذا التوقيع هو تحدي ايراني سوري مزدوج لقانون قيصر الامريكيي وتأكيد الشرعية الوجود الايراني في سوريا،والايام والاسابيع والاشهر القادمة سوف تكشف عن المزيد.
ولكنني اريد ان اتحدث فقط عن جانب واحد منها وهو الجزء المتعلق بقرار ايران تعزيز الدفاعات الجوية السورية كجزء من تلك الإتفاقية، وما يشي به هذا القرار الذي يأتي في ظل إصرار اسرائيل على مواصلة غاراتها الجوية على أهداف سورية وأخرى تابعة لأيران وبقية محور المقاومة في سوريا من ناحية وفي اعقاب العمليات التخريبية التي تعرضت لها مواقع ايرانية حساسة كان من أهمها الانفجار الذي استهدف أجهزة الطرد المركزية في منشأة “نطنز”النووية من ناحية اخرى..
فبعض المصادر تقول ان قرار ايران تعزيز الدفاعات الجوية السورية قد أنجز بالفعل منذ بعض الوقت ولكن من دون ان يتم الإعلان عن ذلك رسمياً في إنتظار الوقت المناسب ،وقد  جاء الوقت المناسب كما يقول مراقبون سياسيون بعد أن فسر الصبر الصبر الأستراتيجي الايراني وعدم الرد الايراني على الغارات الاسرائيلية التي تطال المستشارين الإيرانيين في سوريا بانه ضعفاً وعدم آقتدار.
وبهذا المعنى فإن ايران ربما ارادت من خلال قرار دعم الدفاعات الجوية السورية إيصال رسالة لحكومة نتنياهو وربما لإدارة ترامب الامريكية مفادها أنه بعد هذا التحديث فإنه فلن يكون بمقدور سلاح الجو الاسرائيلي أن يواصل إستباحة الأجواء السورية كما كان يفعل في السابق وإلا فإنه سيكون عرضة للاسقاط.
وحتى نوضح اكثر فألحديث يدور حسب مصادر إسرائيلية وغربية متطابقة عن تزويد ايران للجيش العربي السوري بمنظومتي دفاع جوي أيرانيتين متطورتين وكذلك عن أجهزة تشويش اليكترونية تستطيع ارباك حركة الطيران الإسرائيلي اثناء تحقيقه.
المنظومة ،الآولى هي من طراز (باور-373)التي تضاهي حسب تلك المصادر منظومة اس-400 روسية الصنع والتي بمقدورها التعامل مع كافة الأهداف الجوية بما في ذلك طائرات اف-35 الامريكية التي لا يكتشفها الرادار واسقاطها.
أما المنظومة الثانية فهي من طراز(خرداد-3) التي تمكنت القوة الجو فضائية في الحرس الثوري الايراني بواسطتها من إسقاط الطائرة الامريكية الاحدث والاغلى والأكثر تطوراً في العالم جلوبال هوك” العام الماضي.
وغني عن القول بأن هذا التطور يثير قلقاً كبيراً في إسرائيل لأن من شأن إدخال هذه المنظومات الى الخدمة الفعلية في الجيس العربي السوري وتفعبلها ومن ثم استخدامها في التصدي للطائرات الحربية المعادية يشكل خطراً جدياً على حركة الطيران الحربي الاسرائيلي فوق سوريا ولبنان وحتى في الأجواء الاسرائيلية.
أما البعد الهجومي في هذه الإتفاقية فله علاقة على الأغلب بوجود قرار ايراني بالرد عسكريا على الجهة التي ً نفذت الهجمات الاخيرة ضد المواقع الإيرانية الحساسة وتريد أن يكون هذا الرد محسوباً ومحمياً بقوة ردع مناسبة لكي لا تتدحرج الامور الى حرب شاملة.
وهذا يعني بان القوات الايرانية التي جاءت الى سوريا مثلها مثل القوات الروسية بطلب من حكومتها ألشرعية باقية ولن تغادر سوريا لأنها جاءت بطلب من حكومتها ألشرعية،أما من يتوجب عليهم ان يغادروا فهم الامريكيبن والإسرائيليين والأتراك.
بقي القول ان الجهابذة الذين يراهنون على أن ايران لن ترد على الأعمال الإرهابية التي استهدفت منشآت ايرانية حساسة سوف يخسرون الرهان وغذاً لناظره قريب

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023