نتنياهو والزيارات المكوكية الى موسكو!؟

الدكتور بهيج سكاكيني |

لم يعد خافيا على احد ان الزيارات المكوكية والحجيج الى موسكو لمجرم الحرب نتنياهو الى موسكو بالتحديد وليس الولايات المتحدة اصبحت ملازمة لكل نصر ونجاحات استراتيجية يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه المخلصين الذي امتزج دمهم بشهداء الدم السوري. أما وقد وصل هذا الجيش المقدام وحلفاؤه عل بوابات الجولان والبدء في التحضير لطرد ما تبقى من حثالة وآفات الارهاب في تلك المنطقة فإن القيادة السياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني لم تعد تعرف طعم النوم حيث الارق اصبح سيد الموقف لديها.

نتنياهو عادة ما ينفش نفسه مثل الطاووس ويهدد ويتوعد ليعطي الانطباع ان الكيان الصهيوني في موضع قوة وان لديه خطوط حمراء وانه يملك القدرة على الردع…الخ من الكلمات التي يطلقها بين الحين والاخر لتهدئة المستوطنين الصهاينة وحثهم على عدم مغادرة البلاد طلبا للامن والسلامة. ها هو يعود مجددا لزيارة موسكو مستجديا الرئيس بوتين للحصول على ضمانات بعدم وجود قوات إيرانية او مقاتلي حزب الله اللبناني على الحدود في منطقة الجولان المحتل. هو الان يستجدي ايضا ويعلن “موافقته” على تواجد الجيش العربي السوري في منطقة الجولان بحسب إتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعت عام 1974 بعد ان كان يطالب بمنطقة عازلة جديدة تفوق العشرات من الكيلومترات للحفاظ على الارهابيين ولعب دور جيش لحد في الجنوب اللبناني.

ما يطلبه نتنياهو اليوم وكما في زياراته المكوكية السابقة هو ان تضمن روسيا أمن وسلامة الكيان الصهيوني. هذه هي خلاصة الاهداف من زيارة نتنياهو الى موسكو. وقد سبق وأن حمل نتنياهو قائمة بالطلبات الاسرائيلية قبل تحرير الجنوب السوري وقدمها للامريكيين والروس ولكن الطرفين لم يعيرا اية أهمية لهذه المطالب كما إتضح لاحقا. هذا عندما كان الجيش الحر والمجموعات الارهابية الاخرى من النصرة وداعش وغيرهم من المرتزقة مسيطرة على الجنوب السوري. وإذا لم يتحقق له ذلك في ذلك الوقت فمن الغباء ان يطالب به الان بعد ان تغيرت موازيين القوى والوقائع على الارض وتصميم القيادة السورية للمضي قدما لتحرير كل شبر من الاراضي السورية من الارهابيين وقوى الاحتلال لاراضيها.

نتنياهو لا يستطيع ان يستوعب أو انه لا يريد ان يتفهم ان التواجد الروسي في سوريا ليس دفاعا عن سوريا فحسب بل دفاعا عن مصالحها الاقليمية والدولية ودفاعا عن أمنها القومي وهذه بمجملها أكبر بكثير من ان تلتفت روسيا الى أمن هذا الكيان العدواني التوسعي والذي قدم كافة سبل الدعم للارهابيين في سوريا. الى جانب ذلك فإن نتنياهو وغيره من الادوات في المنطقة ما زالوا يعتقدون بأن ما يجري على الساحة السورية الان من إنتصارات للدولة السورية ما هو الا نتيجة تفاهمات روسية امريكية والبعض ذهب بالقول وصهيونية أيضا. هؤلاء عاجزون عن فهم حقيقة الامور وعاجزون عن رؤية الحقيقة الساطعة أن الدولة السورية صمدت بصمود قيادتها وجيشها وشعبها قبل ان يتدخل الحلفاء لنصرتها لادراكهم ان المعركة في سوريا هي معركتهم وأن المشاركة بها إنما هو دفاعا عن مصالحهم المشتركة وعن وجودهم وتثبيت مواقعهم الاقليمية والدولية.

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023