ما يقوم به الجيش العربي السوري في إدلب، من تخليصها من سطوة الإرهابيين، يتضمن أيضاً كسر وهم أردوغاني خطير على العالم كله، وليس على المنطقة فقط، وكي لا تظنوا أني أردد كلاماً دعائياً، تعالوا نسترجع الحقائق التاريخية التالية:
– اقتربت معاهدة لوزان الثانية، من بلوغ مئة سنة من عمرها، وهي المعاهدة التي عدّها أردوغان «عاهة دائمة» لتركيا، لأنها قامت على «التزام تركيا بعدم الادعاء بأي حق مالي أو سياسي أو ديني، في الشام والعراق والحجاز ومصر وليبيا واليونان وقبرص» وهذا ما دفع أردوغان ليقول في أحد خطاباته «أخذوا منا ثمانين بالمئة من أراضينا»، ومع بلوغ لوزان الثانية المئة، يحضّر أردوغان للانسحاب منها، ولعودة العثمانية من جديد، وها هو يطمع بشمال سورية، ويقول عن ليبيا «أمانة عثمانية».
– الغرب المنتصر في عشرينيات القرن الماضي، جعل تركيا رأس حربة ضد الاتحاد السوفييتي، وفي بداية القرن الحالي بدأ الغرب ببلورة «إسلام أطلسي» فقامت المخابرات الأمريكية بتسهيل وصول حزب أردوغان إلى الحكم، وبدأ تفعيل جنون أردوغان.
– في أطروحته عن «صراع الحضارات»، وجد هينتنغتون أن تركيا هي القادرة على أن تكون «المركز القائد» للأمة الإسلامية، وبذلك اكتملت بلورة «الإسلام الأطلسي» وقام أوباما بالإعلان عنه عندما بدأ تعاوناً مع العالم الإسلامي من اسطنبول، مكرساً «القيادة التركية للإسلام الأطلسي»، واستعر جنون أردوغان.
– في إطار صعود «الإسلام الأطلسي» الأردوغاني، تم اعتماد نظرية «العمق الاستراتيجي»، التي صاغها أحمد داوود أوغلو، والخبث واضح في العنوان، حيث عدّ عمق وتوسع تركيا «استراتيجياً»، أي إنه ضرورة «الأمن القومي» وازداد توهم أردوغان بأنه سليم الأول بكل فظاظته.
– الآن، عاهة أردوغان الأساسية، تتمثل في توهمه باستعادة الامتداد العثماني، بدءاً من الشام، وذروة العاهة الأردوغانية تتجسد في عزمه على الانسحاب من اتفاقية لوزان الثانية، لأن في هذا الانسحاب ضرباً للتوازن القائم وإشعالاً لحرب عالمية وخطيرة على العالم كله، وكم من حرب أشعلها «أزعر»، وعندما تكسر سورية هذا «الأزعر»، وتُجهض وهمه في إدلب، تسهم في إنجاز العامل الأساس في حفظ استقرار المنطقة والعالم.
هل صدقتم الآن أن كسر سورية لأردوغان وأوهامه وإرهابييه في إدلب، مصلحة للعالم كله؟!